هوامش على دفتر التسيير (٣-٣)
للقحاتة مع الأجانب الطامعين في تسيير السودان ذكريات وماضٍ وحاضر ومستقبل، ولهذا وجدت المنصورة أن أفضل دفاع عن إعداد منظمة أجنبية لدستورهم هو قولها إن بينهم والمنظمة تاريخ وملح وملاح . والأصل أن القحاتة لا يتحدثون عن رفض التدخل الأجنبي، إلا إذا كان هناك من يعتقدون بأنه ينافسهم في التقرب إلى طرف خارجي، ويظنون أنه أقرب إلى قلب ذلك الطرف، وحتى في هذه الحالة يكون حديثهم عن الرفض مخالفاً لمبدئهم، ولذلك لا تكون ردود أفعالهم إلا في شكل محاولات جادة لإقناع ذلك الطرف الخارجي بأنهم الأقرب إليه والأقدر على تنويله مراده ..
وهذا يفسر جمع قحت المركزي بين القلق من بعض التسيير الأجنبي والأمل فيه، لكن قلقهم كان تحت سقف القبول بمبدأ التسيير :
▪️ فقد قلقوا في الفترة الأولى بعد انقلاب اللجنة الأمنية من غلبة التسيير الإقليمي على التسيير الغربي، وما يعنيه ذلك عندهم من غلبة منافسيهم، فكانت مقولة ناطقهم الرسمي ( أي سفارة كانت عاطلة ما عندها شغل اليومين دي جابت اللستة حقتها وقالت عينوها لي ) ..
▪️ وقد أمَّلوا أيام مفاوضات كورنثيا في توافق الإقليم والغرب على مشروع تسييري واحد تمثل قحت وكيله المحلي، فجاءت مقولة ( عودة السودان إلى حضن العالم)، والتي يقصدون بها تحديداً أكبر الدول الغربية ذات التاريخ، والحاضر، الاستعماري ..
▪️ وقد عاد قلقهم عندما اعتقدوا أن الإقليم والغرب قد تنازعوا واختلفت رؤاهم وإراداتهم حول التخطيط/التسيير، واعتقدوا أن إبعادهم من السلطة في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ قد نتج من تغلب إرادة الإقليم على إرادة الغرب ..
▪️ ثم عاد أملهم أخيراً عندما اعتقدوا أن الإقليم والغرب قد توافقوا على مشروع تسييري واحد، لا يصلح للوكالة في تنفيذه غيرهم، مع استصحاب بقية الترلات/ الأطراف “المتوافق عليها”، والتي لا تهش ولا تنش، وتفرح فرحاً طفولياً بأن قحت التي يرضى عنها الخواجات قد رضيت عنها ..
▪️ لا نستطيع القطع بأيهما أكبر : قلقهم من الصراحة المحرجة من جانب حليفهم “العسكري” الأول بحديثه عن عن التسيير الأجنبي الطوعي، أم أملهم في مستقبل زاهر لهذا التسيير الذي يملكون وكالته، الأمل الذي يأتي من تطابق موقفه مع موقفهم من مبدأ التسيير، ومن نوعه ووكلائه، ومن تقدمه السريع في هذا الطريق إلى حد المجاهرة بالقبول ..
إبراهيم عثمان