التسوية بين التوافق وعدم الإغراق

السودان

التسوية بين التوافق وعدم الإغراق

▪️ بين “التوافق” الذي قيل قديماً إنه شرط تسليم السلطة، و”عدم الإغراق” الذي قيل حديثاً إنه شرط انسجامها (أي السلطة) ، بين الإثنين، فجوة كبيرة لاتردمها كل مكياجات فولكر، ومساحيق قحت المركزي ..

▪️الحد الأدنى من الالتزام بالوفاق يحتِّم القبول بالقوى التي ترضى بالرضوخ لشرط إبعادها من التفاوض الرئيسي، وتقبل لنفسها الالتحاق والمباركة . وعدم الإغراق هو عملية تقوم على عنصرية سياسية حادة تستهدف غالب القوى السياسية، وتزيد من حالة الاحتقان بين شعب فولكر المختار وبقية أهل السودان . وهو بمثابة إعلان بأن التوافق ممنوع على كثير من القوى السياسية بأمر “توافق” آخر قام على إقصائها تماماً وعدم القبول حتى بالتحاقها الذليل !

▪️ إذا بحثنا عن مساحيق التوافق التي ظنت قحت المركزي إنها تكفي لتغطية وجهها الإقصائي، سنجد أنها تتمثل في د. كمال عمر وم. الحسن الميرغني . والسؤال هنا : مع الاحترام لشخص د. كمال عمر هل تصلح “مواقفه” أصلاً كمسحوق لتغطية أي عيب؟ هل تصلح خاصةً لتغطية عيب الإقصاء وهو الذي يحرض حلفاءه على أن يشمل حتى بعض عضوية حزبه، ويرسل رسائل البيع والشراء للمواقف كلما تحدث ؟! هل يصلح لإرسال رسالة التوافق وأكثر الرفض لمواقفه وتصريحاته يأتي من داخل حزبه ؟! هل يصلح م. الحسن الغامض الصامت الذي شق عصا الطاعة وجمَّد والده عضويته ويكاد أن يشق الاتحادي إلى حزبين كمسحوق تجميل يغطي أي عيب ذي صلة بالفرقة والشتات ؟!

▪️ إذا افترضنا أن التوافق المقصود معني به أساساً ( قحت كما كانت في ٢٠١٩ ) فإننا سنجد أن التسوية :
– قد زادت الانشقاقات في قحت المركزي بخروج البعث وفصائل أخرى ..
– وزادت الشقة بين قحت المركزي والحزب الشيوعي وواجهاته ..
– وشقت الحركة الشعبية جناح عقار إلى حركتين ..
– وعمَّقت الخلافات بين الكتلة الديمقراطية وقحت المركزي ..
– وجوهر النشاط الدبلوماسي والحراك السياسي الخاص بالتسوية يقوم الآن على مساعي حثيثة لشق الكتلة الديمقراطية ..

▪️ وإذا افترضا أن التوافق المقصود يشمل آخرين غير قحت كما كانت في ٢٠١٩ سنجد أن التسوية الجارية :
– قد صنعت الخلافات داخل الاتحادي الأصل ..
– وصنعت الخلافات داخل المؤتمر الشعبي ..
– وصنعت تباين مواقف واضح داخل جماعة أنصار السنة ..
– وعمَّقت الخلافات بين قوى نداء السودان وقحت المركزي.
– وعمَّقت الخلافات بين قحت المركزي وكثير من الإدارات الأهلية والطرق الصوفية .
– ولم تحقِّق إلا ثلاث توافقات أكيدة لا صلة لها بالتوافق الذي يخدم مصلحة السودان : التوافق بين السفارات، والتوافق بين السفارات وزوَّارها، والتوافق بين زوَّار السفارات والعسكريين ..

إبراهيم عثمان

اترك رد