سناء حمد تكتب : الغريب أعمى ولو كان بصيراً

السودان

سناء حمد تكتب :
الغريب أعمى ولو كان بصيراً

وانا اقرأ التصريح اعلاه ، راجعت نفسي قلت لعلهم اخطأوا ويقصدون البرهان او حميدتي او خالد سلك !! لكن وجدتها في عدة مواقع انهم يعنون مبعوث الامين العام فولكر بيريتس ، الموظف الدولي الالماني الجنسية الذي جعل نفسه طرفاً اصيلاً في الازمة السودانية ، وفسرت عبارته المفتاحية المتعلقة ب ” نفيه تعرضهم لضغوط دولية للوصول للاتفاق النهائي ” بأن الرجل ينطق بلسان الحال ، فبالفعل لا ضغوط دولية طالما تحول الموظفون الدوليون والدبلوماسيون الممثلون لبلادهم الى اعضاء في طاولة السودانيين والى اطراف في صراعهم ونقاشهم والى متخذي قرار في سياساتنا وقوانيننا ودستورنا وتعليمنا وسائر شئوننا ، بل ويكسبون معركتهم مع الاسلام في عاصمة من عواصم الاسلام بلا معركة ولا نقطة دم واحدة ..وهذا نصر وأي نصر ..ولم يعودوا ضيوفاً بل هم من يحددون مصير البلاد ويمنعون من خالفهم من شعبها من حقوق المواطنة ويقصونه في ارضه وبين اهله ويسيطرون على الساحة !! …

واهل الحق يخضون الوغي في ساحات التدمير الذاتي المتبادل في معارك الواتسب اب وبأسهم بينهم شديد !! وقد افسحوا للغريب كعادتهم وقالوا له نحن الضيوف وانت رب المنزل ، ولم يصدق فتصدّر مجلسهم ، وغدا يأمر وينهي ويقصي ويدني ..وحاكماً عاماً هو الثابت الوحيد في هذه البلاد المنكوبة !! فحين يكذب المسؤولون ..نعود باحثين عن تصريحاته لانه اكثر صدقاً منهم ، وحين يتحدث عن مسار نتابع ما قاله فهو اكثر ثباتاً منهم على مواقفه … لا احد يلوي زراعه ولا يضع حذاءه على رقبته !!
والرحل يعمل على تمزيق هذه البلاد كما فعل بسوريا ، ولا يرضى الا لغاياته واهدافه كلها محققة ، و قد يرضى ان خضعت له هذه الامة خضوعاً تاماً ، ولا يرضيه الا ان تجثوا على ركبتيها مطأطأة الهامة بلا عقيدة تعتز بها ولا سيادة تسترها ولا مال يعفها ولا أمن تطمئن فيه على نفسها واهلها ولا رجال يحمونها .

وحق للسيد فولكر الا يحسب نفسه غريباً ..فلم يدر بخلده قط ان يكون هناك من هم مستعدون للاستسلام ولديهم قابلية للانقياد كما وجد في من تصدوا لقيادة السودان الان وقحت !! وويل لأمّة لا ينبت فيها رأس إلا وهو مشدود بناصيته إلى أذيال غريب.

يا ايها الحاكم العام لقد اعتاد السودانيون في غابر الزمان ان يحكمهم الاغراب من لدن جيسي باشا وبيكر باشا الى غردون باشا ، وما ضرهم ان حكمهم اليوم فولكر باشا !!

لقد ظل الاغراب في بلادنا وان كانو حكاماً مجرد عابرين !! تعودنا على الدمار الذي يصنعونه والموت الذي يشعلون شرارته ..ولكنّ قدرنا ان نظل وتظل ارض كوش العظيمة ..ارض حفيف الاجنحة ..وستمضي انت كما مضى غيرك غير مذكور بخير ..مجرد عابر مدمر آخر . ..

اترك رد