هيثم محمود يكتب : هكذا يكون المستقبل لحركة المستقبل

السودان

 

نبعت فكرة حركة المستقبل للإصلاح والتنمية منذ خواتيم العام ٢٠١٨ إبان الإحتجاجات وتبلورت الفكرة في يناير ٢٠١٩ حينما تقدم عدد من شباب حزب المؤتمر الوطني برؤية لإنشاء حزب جديد في الرؤى والأفكار يحسم جدلية وجدل (الحزب والحركة) ويجدد الدماء ويستوعب رصيف الإسلاميين ويستقطب الشباب ويقدم طرح يتماشى مع الساحة المستعرة حينها، ويحافظ على كيان الإسلاميين.

وجدت الفكرة القبول ولكن لحاجة في نفس بعض (الكبار) الذين تأكدوا بأن الحزب الجديد سيخرجهم من القيادة ليحل مكانهم الصف الثالث من الشباب، تم وأد الفكرة بلجان كسيحة لجنت فكرة إنشاء الحزب.

بعد سقوط الإنقاذ بالخيانة أولاً وثورة الشباب ثانياً تجددت الفكرة وأصبحت الحاجة ملحة لقيام كيان يجمع شمل الإسلاميين ويستقطب الشباب ويشارك في الإنتخابات المعلنة حينها، خاصة بعد حظر وحل حزب المؤتمر الوطني، لكنهذا الحزب بالتأكيد لم ولن يكون حزباً يكن بديلاً للمؤتمر الوطني الذي لم يوقفه الحل ولن يكبله الحظر.

نسبة للظروف السياسية التي مرت بها البلاد إستمرت الدورة التأسيسية لأربع سنوات قدم فيها المهندس عبد الواحد يوسف وأمانته العامة الكثير واستطاعوا بناء أجهزة الحزب بالإضافة لقيادة العديد من المبادرات والتحالفات السياسية المهمة، وكان الحزب حاضراً في كل القضايا الوطنية.

للأمانة فقد قدم عبد الواحد ولجنته التنفيذية مؤتمراً نموذجياً في كل شيء استطاعوا جمع كل قادة الأحزاب الوطنية والمكونات السياسية الذين تباروا في مدح الدورة التأسيسية وهذا يؤكد علاقات الحركة مع الأحزاب.

بتجرد وزهد غير مسبوق في قيادات أحزابنا السياسية وكياناتنا التنظيمية غادر عبد الواحد بهدوء كبينة القيادة وتقدم في الشورى ليرشح نائبه ورئيس اللجنة التأسيسية محمد الأمين أحمد أميناً عاماً الحركة، وقد وجد محمد الأمين إجماعاً وتوافقاً من الشورى التي قدمت تجربة ديموقراطية مميزة في الشورى والحوار القوي والجاد، خصوصاً من عضوية الحزب بالولايات الذين قدموا رؤى وأفكار بناءة.

تميز مؤتمر المستقبل بحضور كبير للشباب والمرأة مما يؤكد ان عملية البناء سارت وفق ماخطط لها.

بإنتخاب محمد الأمين أحمد أميناً عاماً لحركة المستقبل تدخل الحركة مرحلة جديدة بعد أن أكمل سلفه عبد الواحد مرحلة التأسيس والبناء ويبقى التحدي الذي يواجه الدورة الجديدة هو المواصلة في التحالفات وبناء علاقات أفقية ورأسية، داخلية وخارجية، واستقطاب المزيد من العضوية وجبر خواطر بعض عضوية التأسيس الذين تم تجاوزهم في المؤتمر الأول، بالإضافة لإدارة حوار كبير وشفاف مع عضوية الرصيف التي لها رأي واضح في الحزب وقيادته وقبل ذلك الإجابة المهمة على السؤال الأهم لماذا حركة المستقبل وما الجديد الذي ستطرحه من أجل مستقبل الوطن الذي تتنازعه الإقسامات.

إذا افلحت دورة محمد الأمين في ذلك فإن المستقبل سيكون لحركة المستقبل.

اترك رد