بلا مقدمات ظهر الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ على أحمد كرتي وخاطب ملتقى لعضوية المنظومة بولاية الجزيرة، خروج علي كرتي في هذا التوقيت له عدة دلالات.
دلالة المكان: ولاية الجزيرة التي طيلة سنوات الإنقاذ الأخيرة كانت عصية على المركز وتشهد خلافات باستمرار بين الحاءات الثلاث (حكومة وحزب وحركة)، وظهور كرتي في منشط للمنظومة رفقة رئيس القطاع السياسي أنس عمر يؤكد أن التنظيم في ولاية الجزيرة أصبح على قلب رجل واحد وهذا من ثمرات سقوط نظام الإنقاذ.
دلالة الزمان: خروج كرتي في هذا التوقيت الذي تعيش في البلاد حالة من التوهان بسبب تصارع الأحزاب والمكونات السياسية والعسكر على السلطة ومحاولة إقصاء التيار الإسلامي،خرج كرتي ليؤكد للجميع أن الأسلاميين موجودون في الساحة السياسية ولا يستطيع كان من كان ابعادهم عن المشهد، ويرسل رسالة ان وجود الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ليس في قلب الخرطوم فحسب وإنما وسط القواعد بالولايات والقرى والفرقان.
دلالة الخطاب: وقد جاء خطاب علي كرتي متزناً وواضحاً ومتزامناً مع ذكرى الميل ٤٠ وحيا كرتي شهداء الميل٤٠ الذين لولاهم لما وجد البرهان الآن دولة ليحكمها ولما عرف الناس اليوم حميدتي!!.
تأكيد كرتي على حرص الحركة الإسلامية على إستقرار البلاد ووقوفها مع القوات المسلحة وهذا ليس تودداً للبرهان وجوقته كما يظن بعض السوقة والهتيفة ولكن لأن للحركة الإسلامية مع القوات المسلحة عهد وميثاق ودماء وشهداء من أجل الوطن، ولأنها الضامن الحقيقي لوحدة الوطن في ظل وجود المليشيات والحركات المسلحة.
الدلالة المهمة هي حديث كرتي لأول مرة منذ ذهاب الإنقاذ ووصفه لماتم في ١١ أبريل ٢٠١٩ بانه إنقلاب حقيقي ضد دولة منتخبة وهذا يقطع الطريق حول من يصفون الرجل بالخيانة وانه جزء من مجموعة إبن عوف وصلاح قوش وهذا مالم تثبته لجنة التحقيق، وهنا على الغواصات الذين يروجون لمثل هذه الشائعات بين صفوف الإسلاميين أن يبحثوا عن ترهات أخرى.
أهم ما قاله كرتي هو ان الحركة لن تنتظر طويلاً وهي ترى البلاد تتمزق وهذا يؤكد أن الحركة تدخل مرحلة أخرى ستستخدم فيها كل الخيارات من أجل الحفاظ على الوطن.
ظهور كرتي وحديثه في ولاية الجزيرة له مابعده وعلى قيادات وعضوية الحركة والحزب ترك الصراعات الجانبية والتوحد والإستعداد لمرحلة جديدة.