إبراهيم عثمان يكتب : تقية سنية !!
السودان
إذا ظن أن من ينتدبونه لمهمة إنتاج أردأ مزيج من “الفسالة” و”كسير التلج”، وبقية المهام التي يعتبرونها قذرة أو تكاد تكون، فيتحرجون منها لأنها لا تليق بمقاماتهم، وتحتاج إلى حاوي ليربطها بالمبادئ، والتي يبدو في بعضها ببغاءً، أو تكراراً ركيكاً لخصومه الفكريين المفترضين، مع بعض التهور والمبالغات لزوم الإقناع بحسن التماهي، وتمام المواكبة والانسجام، إذا ظن أنهم بهذا التكليف قد قدموه وقدَّروه وأكرموه فقد خدع نفسه .. وإن ظنوا أنهم بتقديم هذا المتلون غير الذكي، الذي لا يعبأ بصورته، قد حققوا المراد، وصانوا أنفسهم عن دفع ثمنه الشخصي، وأبعدوها من مواطن الريب، فقد أثبتوا أنهم أصل الريبة ومبتدأها، وأثبتوا أنهم بصمتهم المتواطيء ينطقون بذات ما ينطق، ويضيفون رذيلة الجبن، وأنه قد مثّلهم على حقيقتهم التي لا يستطيعون إظهارها، في تقية مقيتة يترفع عن مثلها أصحاب المروءات، وأنهم بتقديمه ناطقاً أوحد، لا يراجعه مراجع، إنما يشوهون الصورة الذهنية للحزب لتتماثل مع شخصيته.. هذا ليس فقط ما يستنتجه الناس، بل هو أيضاً ما تقوله، مواقف الذين يرفضون فكرة التقية، ولذلك لم يفوضوه للنطق باسمهم .
إبراهيم عثمان