إسحق أحمد فضل الله يكتب : هوامش زيارة معلنة
السودان
الـبرهـان وحميدتي يزوران ود المك زعيم الإدارة الأهلية التي تكمل الإعداد لحصار الخرطوم..
والسياسة رطانتها تقول
إن
: ما يستمع إليه أهل الإطـاري لا هـو العقل ولا الحـقـوق ولا صراخ الموجوعين…
والـنـاس لهذا يتخلون عن التعامل مع ( أُذن) أهل الإطاري… ويذهبون إلى التعامل مع (عيون) أهل الإطاري..
وإطلاق الحشد…
والحشد الجديد وأسلوبه الجديد يجعل أهل الإطـاري يفهمون أن الحيوان يفهم لغة واحدة…
ومجموعة الأحداث الآن هو سحابة مثل سحابة ثمود…
………..
والرجلان البرهان وحميدتي
يذهبان لزيارة ود المك
ولا أحد يجهد عقله ليفهم أن اللقاء هناك لم يأت مصادفة
وأن الرجلين اتصل أحدهما بالآخر
وأن حديثاً قد جرى بينهما عن أن الكلام دخل الحوش…وأنه لا بد من عمل شيء
ومن هنا جاءت الزيارة
ولا أحد يجهد عقله ليفهم أن الرجلين حدَّثا ود المك عن إغلاق العاصمة
وعن ضرورة إيقافه
(ولما خرجت المظاهرة الأولى للزحف الأخضر والحشد المليوني خاطب عيون قحت
ذهبت قحت ومن وراءها إلى عبد الحي وهناك قحت تحلف بالطلاق والعتاق على وعود ووعود وعبد الحي يصدِّق ويوقف البرنامج… وعندها يضربون الزحف الأخضر)
وشيء مثلها يتم أمس/ يقينا في علياء
كل الفرق هو أنه لا ود المك ولا غيره يستطيع منع المشروع من الانطلاق
مشروع إغلاق العاصمة ليوم
والحصار يتم يوما واحدا فقط لأن المطلوب هـو…. هز العصا… وما يمكن أن تفعله العصا هذه..
………….
وإغلاق العاصمة خطورته ليست هناك… خطورته لیست هي إغلاق العاصمة
الإغلاق خطورته هي أنه لأول مرة يضع أحد اصبعه على سبب عجز الناس
فالناس ظلوا يرفضون قحت
كل أحد… كل جهة رسمية… كل سوداني… ثم ؟
مع الرفض هذا لا شيء يصيب قحت…
ولا شيء يصيب قحت لأن الناس كومة من الحصى وكومة الحصى مهما ارتفعت تظل صفتها هي أنه لا حصاة لها صلة بحصاة
الآن هذا ينتهي والناس في الوسط والأطراف كل واحد منهم يصبح حرفاً في الكلمة الواحدة
والتفكك… سلاح قحت… ينتهي
………
وما كان يقعد بالناس هو أنه لا قيادة واحدة
وقـحـت كانت تبقى لأن كل أحد كان يرفض كل أحد ولأن كل أحـد يتهم كل أحد بأنه يريد استغلاله لهدفه هو حسب حزبه
الآن لا حزب…. والقيادة تقول… هلمَّ لإنقاذ السودان وهذا يجعل الجميع هناك..
والقوة الهائلة/ التي تجعل البرهان وحميدتي يركضون لملاقاتها للتفاهم/ قوة تعني أنه على كل من يفكر في العنف أن يفكر مرتين أو مائة مرة
وقحت والناس كلهم يعلم أن الصدام يعني قوتين عسكريتين
وكل أحد يعلم أن الأطراف هي… الجيش والدعم وأنه إن كان صدام فهو هناك
وزيارة حميدتي تلغي هذا..
………..
وشيء فصيح يقع صباح أمس
فالرجلان البرهان وحميدتي كل منهما كان يستطيع أن يذهب منفردا… وسرا
لكن الرجلين يذهبان للزيارة (علناً)
وكل منهما لا يذهب إلى مستشفى علياء حيث يرقد ودالمك إلا بعد أن يعرف من مخابراته أن المستشفى محاط بحشد من الناس
عندها يتعمَّد الرجلان شق الحشد هذا في إشارة للناس أنهما ذاهبان للأنس مع المريض وبكل وزنهما… والإشارة والوزن اشياء تقول للناس
: نتفاهم…. نتفاهم….
……….
والبرهان يسرَّهُ أن تقوم الإدارة الأهلية بحصار العاصمة
عندها الخرطوم وبعيون واذان كاميرات محطات العالم تقول للعالم إن
القوة الحقيقية في السودان ترفض قحت وترفض الإطاري
وان القوة هذه قد خرجت للشارع…
عندها البرهان من هناك يكون كسب الجولة تماماً ضد قحت العجوز الكلب داك
ويكون قد فتح باب السجن لحميدتي ليخرج من سجن
قحت…
وحميدتي يبحث عن هذا منذ زمان…
عندها…. انتخابات…
عندها…. تشريع قانون الخيانة العظمى
عندها نموذج إندونيسيا يعمل
ففي عام 65 الناس هناك جعلوا يشنقون الشيوعيين في الشوارع على أعمدة الكهرباء وفروع الأشجار
ولا شيء أشد جنونا من الجماهير عندما تنتقم
يبقى للشرح.. أن العنف الإندونيسي هذا ” لحسن حظ .. شيء لا يوجد عند السودانيين…
لكن السودانيين عندهم نميري….. وأسلوبه