ياسر أبّشر يكتب : ما شفنا المِلِح بدخلو عِرق السوس
السودان
ياسر أبّشر يكتب :
ما شفنا المِلِح بدخلو عِرق السوس
في الحرب ليس ثمة ما هو أخطر على الجيوش من الطابور الخامس Fifth Column، وهم مجموعة العملاء الذين يروِّجون لما يفت في عضد الجيوش ويتبنون دعاية الأعداء، ويعملون كجواسيس للعدو.
هؤلاء هم العدو الداخلي الخائن، وهم أشد خطراً على الجيوش من العدو الظاهر (حميدتي ورهطه). هؤلاء سُوس .
وهؤلاء موجودون بيننا الآن.. تمثلهم قحت – المركزي، جماعة الإطاري..
هم من حرض حميدتي على الحرب، باعتراف خالد سلك الذي قال (للجزيرة) يوم 18 مايو الجاري:
“لا ننكر أننا كنا جذور تلك الحرب، ولكن لم نتخيل أن الحرب ستصل لهذا الدمار”..
وخالد سلك هو المتحدث باسم جماعة الإطاري..
يا للعار.
ولكن هذه الجماعة التي تسببت في كل هذا القتل وكل هذا الدمار لم تغير موقفها حتى الآن، ولم تعتذر عنه، بل ما زالت في غيّها سادرة.
الأخطر أنها جندت عناصرها في لجان المقاومة، لاستهداف ضباط الجيش وضباط الشرطة وضباط الأمن وبعض القيادات الإسلامية والوطنية، لتبليغ متمردي مرتزقة الدعم السريع عن منازل هؤلاء.
عملت لجان المقاومة كجواسيس تدل على منازل ضباط الجيش والشرطة والأمن والقيادات الإسلامية والوطنية.
وبسبب عناصر الإطاري في لجان المقاومة دُمر منزل د. تجاني السيسي، ونجا من القتل بأعجوبة..
وتهجموا ونهبوا منازل مبارك الفاضل، ومبارك أردول، وعلي شمو، وبرطم (البيت الأبيض) وبيت عبد الرحمن الصادق المهدي، وبيت السيد محمد عثمان الميرغني…
والحمد لله أنهم لم يجدوهم في بيوتهم.
وفي تطور يبيِّن مدى انحطاط الإطاريين الأخلاقي اختطفوا أنس عمر ودكتور محمد علي الجزولي.
واعتقلت السلطات بعض عناصر لجان المقاومة اليساريين واعترفت بخزيها وأنها كانت تدل على منازل الضباط والقيادات الإسلامية والوطنية.
وقتلوا مئات المواطنين الأبرياء في منازلهم، وآخرهم مهندس الكهرباء عبد القادر محمد الرشيد بشقته بالحلفاية، بوشاية لجان المقاومة اليسارية.
لم نعرف من قحت – المركزي وجماعة الإطاري والحزب الشيوعي غير الضجيج الإعلامي الذي يخلو من رؤية وفكر ناضج، وما ذلك إلاّ لأن:
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً
وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ
فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
وبالأمس نشر الحزب الشيوعي بياناً رفع فيه شعار (لاللحرب)، وعناصره في لجان المقاومة تدل على بيوت الناس ليقتلهم الجنجويد أو يخطفونهم.
والحزب الشيوعي هو من أنشأ لجان المقاومة، وأعلن ذلك في صحيفته الميدان عام 2013.
وهي التي نقضت أرصفة الشوارع، وحطمت أعمدة الكهرباء، وسبَّت الفريق الكباشي بعبارات عنصرية قذرة!!
ولم نسمع أن الحزب الشيوعي وأحزاب الإطاري استنكروا منها كل ذلك.. مثلما لم يستنكروا فعالها المخزية الآن.
يروى عن تشرتشل قوله:
War is too important to be left to Generals only .
لابد للجيش من ظهير.
وبحمد الله أن جعل الشعب كله ظهيراً للجيش، باستثناء هؤلاء العملاء، الذين يريدون وقفها الآن لينجو، ثم يحيوا مواتهم ليعيدوا تكرار تجارب فشلهم التي دمرت البلاد.
من العجائب أن الجيش لم يلتفت إليهم، وهم جواسيس العدو.
من تجارب التاريخ أن أميركا اعتقلت ألوف اليابانيين الذين كانوا جنّستهم كأميركان في حربها ضد اليابان.. للأسف أخذت البريء بجريرة المجرم.
ولكن الدرس المستفاد أن الجيوش لا تترك جواسيس القحاتة تُضعف جبهتها الداخلية بالإرشاد لمنازل الضباط واختطافهم أو ترويع المدنيين ونهب منازلهم.
وأعجب العجب أن وزارة العدل لم تحرك ساكناً!!
وتعامي النيابة عمّا يجري يجعل الشعب يقتنع بما شاع ونُشر وانتشر أن حميدتي اشترى كثيراً من وكلاء النيابة منذ سنتين.
قحت – المركزي والحزب الشيوعي وكل من ينادي بوقف الحرب، التي كانوا جذورها عدو، مثلهم مثل متمردي حميدتي، ولا يقلون عنهم خطراً.
هؤلاء ينشرون الجريمة بما تفعل لجان مقاومتهم..
والجريمة مُعدِية..
وحين تتعامى الدولة عن المجرمين – ممثلةً في نيابتنا – فإن ذلك يلد احتقار القانون.
وهذا سيُغري الناس بأخذ القانون بأيديهم، ونتيجة هذا هي الفوضى.. وهذا ما قاله لويس برانديس:
Crime is contagious. If the government becomes a lawbreaker, it breeds contempt for law; it invites every man to become a law unto himself; it invites anarchy.
تحدي الدولة / الجيش الآن هو العدو الداخلي المتمثل في الإطاريين ولجان المقاومة وتواطؤ أو تقاعس النيابة.
خذوهم، واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد.
نَضِّفًهم لنغني مع جيشنا وزينب بت بابكر الشوبلي :
الليل مابي لي
عجبوني تيراني
القاصدين لماي أنا
طَرّقوا لساني
ماشفنا الأسد بلاعب الجاموس
وما شفنا الملح بدخلو عرق السوس
مك ود مكوك من أربعين طاقية
أبواتك قبيل جابوها بالزندية
نركب صافنات نجيبا ضرعانية
أصلو الزول بموت والذكرى تصبح حيّة .
أستأصل السُوس يا جيشنا العظيم .
ياسر أبّشر
———————————
20 مايو 2023