الخرطوم:الرآية نيوز
زفرات حرى
الطيب مصطفى
تسقط بس!
ويواصل وحوش ازالة التمكين الفتك بخصومهم السياسيين في غابة القحط التي اتخذت شريعة الغاب حكما ومرجعا اعلى ، ويعتقل احد اكبر مفكري السودان د.امين حسن عمر ثم تتلوه كوكبة من الاطهار في عدد من ولايات السودان رغم انف القانون وكل مؤسسة العدالة التي لم تشهد مذبحة عبر تاريخها الطويل كالتي تشهدها هذه الايام ومنذ ان جثم اولئك الفاشلون العاجزون على صدر بلادنا.
كل هذا التوحش والخروج على القانون بررته لجنة مناع الخير ووجدي صالح من خلال تعميم صحفي قالت فيه إنها (امتلكت معلومات عن تنظيم منسوبي المؤتمر الوطني لاعمال حرق ونهب يجافي نسق الاحتجاجات السلمية)!
كلام الطير في الباقير لا يستند الى منطق او قانون!
قبل ان استشهد بقول الاستاذ نبيل اديب الذي ابطل تلك الحجة الرعناء أود ان اسال : وهل ستعتقلون كل منسوبي الوطني الذين صوتوا له بالملايين والذين اتهمتموهم جميعا ، دون فرز بتنظيم اعمال حرق ونهب؟!
إذا لم يكن بمقدوركم فعل ذلك وستكتفون ببعض القيادات ، فعلى اي اساس يتم اختيار من تعتقلونهم؟! هل بطريقة (شختك بختك)؟!
استشرت القانوني الجهبذ الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم ، رغم أنه محسوب على قحت ، عن قانونية تلك الاعتقالات العشوائية فاجاب بالاتي :
(اعتقد ان الاعتقال ما لم يكن بسبب شبهة بارتكاب جريمة جنائية ولغرض التحقيق مع المشتبه فيه يكون مخالف للقانون والدستور ، كذلك فان الحجز السابق للمحاكمة يجب ان يكون تحت هيمنة القضاء، بمعنى ان للمقبوض عليه الحق في ان يقدم للقاضي في اسرع وقت ليفحص قانونية اعتقاله ، هذا دون اخلال بحقه في التقدم للقاضي بطلب اطلاق سراح وفق الاجراءات المعروفة باجراءات ال habeas corpus
هذا ما ذكرته تحت حكم البشير واقوله الان ..الحقوق لا تعرف التمييز)
صدقت ايها الرجل فالحقوق لا تقبل التمييز والعدالة لا تقبل القسمة على اثنين ، كذلك فانه من المعلوم لاهل القانون أن الشبهة لا تقوم على مجرد الظن إنما (لا بد من قرينة دالة على الاشتباه)
لذلك فان كل هذه الاعتقالات باطلة وتتبنى نفس اسلوب شريعة الغاب الذي درجت عليه لجنة وجدي ومناع الخير التي يكفي عوارا لها ان يشهد على ضلالها رئيسها ياسر العطا الذي استقال منها بعد ان دمغها بعد تردد وتأخر غير حميد بانها تنطوي على تشف وانتقام مارسه اعضاؤها تجاه خصومهم السياسيين ، وهل ادل على ذلك من توعد وجدي لهم بعبارته التي تتميز غيظا وحقدا ولؤما وخسة والتي ظل يقولها في مواجهة خصومه السياسيين (ستصرخون)؟! يقول تلك العبارة المشينة بالرغم من انه محام يفترض انه درس القانون.. فهل بربك من انحطاط وتفاهة اقبح من هذا؟!
لم يكتف هؤلاء الاوغاد بما فعلوه من ظلم لمعتقليهم لاكثر من عام بدون محاكمة ، كما لم يكتفوا بالمصادرات التي طالت الدور والمنشآت والشركات انما عمدوا الى شيطنة خصومهم بعد ان احتكروا إعلام الدولة من فضائيات واذاعات ووكالات انباء ظلوا يستعرضون فيها مهاراتهم التمثيلية بدون ان يتيحوا فرصة لخصومهم او متهميهم للرد عليهم ، وليس ادل على انحطاطهم وفسادهم من كلام المهندس عبدالباسط حمزة ذلك الذي بذل الكثير في سبيل وطنه وبدلا من ان يكرم رموا به في غيابة السجن وصادروا ممتلكاته وشيطنوه ، بل ظلوا يستخدمون سياراته المصادرة بدلا من ان يسلموها لوزارة المالية لكي تحفظها في حرز امين حتى يقول القضاء المغيب كلمته حولها!
لم يكتف اولئك المجرمون بما اقترفوا من جرائم فتحولوا الى اتهام كل منسوبي المؤتمر الوطني تمهيدا لاعتقال من يختارونه منهم بنظام شختك بختك!
بالله عليكم هل حدث في زمن نظام البشير ان اتهم كل (منسوبي المعارضة او اي من احزابها) بانهم ينظمون اعمال حرق ونهب ، وقام جهاز الامن بعد ذلك بحملة اعتقالات استنادا علئ تلك التهمة؟!
رأى الناس عبر الوسائط عمليات النهب التي شارك فيها نيقرز وشماشة بل وتلاميذ مدارس وراينا بعضهم وهم يحملون جوالات الدقيق المسروق على ظهورهم ، فهل هذا من فعل المؤتمر الوطني ام ثورة جياع تتصاعد يوما بعد يوم جراء عجز افشل حكومة يشهدها السودان في تاريخه الطويل عن توفير ابسط مقومات الحياة؟!
هناك معارضة لهذه الاوضاع المأساوية ، انا وحزبي جزء منها ، واقسم بالله إنني ارى ان مبررات الثورة على الاوضاع الحالية وعلى هذه الحكومة الفاشلة بل والمطالبة باسقاطها اكبر مئة مرة من مبررات الثورة على نظام البشير الذي لم يخرب على الناس دينهم ودنياهم كما فعل من يجثمون الآن على انفاس هذه البلاد ، فلماذا ينكرون على الجوعى الثورة على حكام اذلوهم واجاعوهم وخربوا عليهم دينهم ودنياهم ، في حين انتفضوا على نظام البشير بالرغم من انه افضل منهم دينا ودنيا؟