الخرطوم:الرآية نيوز
زفرات حرى.
الطيب مصطفى.
حزب الأمة وسيداو .. هل نرفع الفاتحة على حزب الإمام المهدي؟!
عجبت ان يخرج حزب ناصر الدين ومحرر السودان الإمام محمد احمد المهدي وكيان انصاره على مرجعياته وثوابته العقدية والفكرية ويهوى من شاهق منحدرا الى قاع علمانية فاجرة تجيز اتفاقية سيداو التي تعففت حتى امريكا عن المصادقة عليها ، والتي رفضتها او تحفظت عليها كل دول العالمين العربي والاسلامي!
عجبت ان تعقد امانة المرأة بحزب الأمة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) ، عراب نشر العلمانية في العالم ، ورشة حول سيداو في يوليو 2004 وتخرج تلك الورشة بتحفظات بل وبشروط ينبغي ان يستجاب لها ، ورغم ذلك يخرج علينا حزب الأمة ، بعد وفاة الامام الصادق ، بتصريح صريح يعلن فيه موافقته الكاملة على اتفاقية سيداو بكل عجرها وبجرها ومساوئها المتعارضة مع شريعة الاسلام بل مع كل الاديان وقيمها الفاضلة!
لهفي على حزب الأمة الذي يفتقد الإمام الصادق ، بل يفتقد الإمامة المعبرة عن روحه وموروثه الثقافي والفكري الذي ظل يتوارثه ابا عن جد عبر ابناء واحفاد الامام الاكبر ، فلا حول ولا قوة الا بالله.
اقرؤوا بالله عليكم ما جاء في البيان الختامي لورشة حزب الامة التي يفترض انها تشرعن للقرار الذي يتعين على الحزب الأخذ به والامتثال لتوصياته حتى تدركوا الحقيقة المرة التي يعز علي كشفها للعامة ، فقد كنت اكن للحزب كثيرا من التقدير كونه يحمل مرجعية اسلامية هي التي تجعلنا نصنفه في المعسكر الاسلامي المناهض للتيارات العلمانية والتحررية ، ولكن !
اوصت ورشة امانة المرأة بحزب الامة بالاتي وبالرغم من ذلك مضى القرار الى اجازة سيداو ، فارجو ان تتمعنوا في التوصيات الاتية التي تعبر عن المرجعية الحقيقية لحزب الامة :
(العمل على اسلمة سيداو او تقديم نسخة اسلامية منها)
(السعي لتحالف عالمي مع بقية اهل الاديان (الايمانيين) وعقلاء العالم من اجل تحجيم الطابع المحموم لحركة المطالبة بالحقوق وسط شرائح تسعى لمناقضة الفطرة او الطبيعة في انهيار المجتمعات)
(استبدال تعبير الغاء التمييز ضد المرأة بتعبير ضمان حقوق المرأة)
(عدم فرض خطاب تحريري واحد)
ورغم ذلك اجاز حزب الامة سيداو بدون ابداء اي من التحفظات المذكورة في الورشة، فهل يحق لحزب الامة بعد اليوم ان يتحدث عن مرجعية اسلامية وقد خرج على جميع مرجعياته العقدية والفكرية؟!
قبل ان اذكٌر ببعض ما تدعو اليه سيداو اود ان اؤكد على الاتي :
أن سيداو تعبر عن ثقافة ونمط حياة الغرب الصليبي (امريكا واوروبا) والذي يزعم انه يدعو الى تعددية ثقافية ورغم ذلك يفرض ثقافته على العالم اجمع ويسعى الى ادراجه في اسلوب حياته. Way of life
إنه الغرب الكذوب الذي يزعم انه يدعو الى الديمقراطية لكنه يساند الأنظمة الطاغوتية والوراثية طالما انها تخدم مصالحه وترضخ له وتمتثل لارادته.
انه الغرب المستبد الذي يسخر المنظمات الدولية مثل ال UNDP وكل المنظمات الدولية لفرض نمط الحياة الغربية حتى ولو تعارض مع اديان وثقافات معظم شعوب الكرة الارضية.
اود ان اذكر من نسوا من الناس بما تدعو اليه سيداو من خلال استعراض بعض مبادئها:
*تجيز المثلية الجنسية بما يتيح للرجل ان يتزوج او يعاشر رجلا ، وللمراة ان تتزوج او تعاشر إمرأة ، كما تجيز العلاقات الجنسية خارج اطار الزوجية لكلا الزوجين كما تجيز الاجهاض وتلغي ولاية الرجل على اولاده وبناته وتلغي الميراث وعدة المرأة
هذا قليل من كثير تسعى اليه سيداو لتوحيد العالم في نمط الحياة الاباحية السائدة في الغرب بما ينهي دور الاسرة ويحيل المجتمعات البشرية الى زرائب من حيوانات يفتك القوي فيها بالضعيف ويعاشر بعضها بعضا بلا رابط من زوجية او علاقات اسرية.
اعجب ما حيرني ان ورشة حزب الامة اشارت الى الروح الاستبدادية التي تفرض بها سيداو على الدول والشعوب والمجتمعات وبالرغم من ذلك اجازتها ، فقد نصت اتفاقية سيداو ، وفق ورشة حزب الأمة ، على الاتي :
الانضمام لسيداو يلزم الدول بتطبيقها حيث تصير مرجعية دستورية قضائية وقانونية.
في حالة تفاقم الانتهاكات تتحرك ضد الدولة اليات الحماية الدولية المختلفة.
عدم الالتزام بالاتفاقية ربما ترتبت عليه عقوبات اقتصادية مثل الحرمان من القروض من بعض المؤسسات التمويلية
يحصر التحفظ في المواد التي لا تمس صلب الاتفاقية ، كما لا يجوز التحفظ المنافي لموضوع الاتفاقية
وهذه الاخيرة تحرم التحفظ على اي بند من البنود التي تجرم التمييز ضد المرأة!
إنني لأشعر بالحزن ان حزب الامة القومي فقد البوصلة تماما وخرج على مرجعيته التي كانت محكومة بهيئة شؤون الانصار التي يبدو انها لم تعد حاكمة بالرغم من انها تمثل القاعدة الصلبة للحزب!
لذلك لا غرو ان يجيز الحزب التطبيع من الصهاينة ، ولا عجب ان يجيز اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنهي الحدود الشرعية المنصوص عليها في القرآن الكريم!
اختم بالسؤال : هل يحق لنا ان نرفع الفاتحة على حزب الامة ام ننتظر تصحيحا يقوده الامام عبدالرحمن الصادق المهدي ينهي به سيطرة الحزب الشيوعي على حزب الامة؟!