عادل الباز يكتب : سيناريو اغتيال معلن

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

فيما اري
عادل الباز
سيناريو اغتيال معلن
1
إليكم النبأ الأليم:
(رحبت وزارة الخارجية الألمانية بقرار السودان الخاص بالانضمام إلى إتفاقيتي مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وحماية الأشخاص من الإختفاء القسري، مشيدة بالجهود والخطوات المهمة التي يقوم بها السودان لتعزيز وحماية حقوق الإنسان).
انتابتني حالة هستيرية من الضحك المفاجئ والمحظور وأنا أقرأ هذا الخبر. أن تَكذب “قحط” ليل نهار وتُكذب كل يومٍ الوقائعُ أكاذيبها فإن ذلك مما لايُدهش أحداً أما أن تتدخل وزارة الخارجية الألمانية لتنضم إلى جوقة الكاذبين فذلك ما أثار دهشتي واستغرابي وضحكي.كيف تشيد وزارة ذات ضمير إنساني وديمقراطي “بالجهود وخطوات مهمة يقوم بها السودان لتعزيز وحماية حقوق الإنسان” فى أي كوكب تعيش هذه الوزارة غيبوبتها وأشهر وزير خارجية فى السودان ( بروف غندور) يرزح فى أقبية السجون بلا اتهام لقرابة العام.!! أما ضروب المعاملة القاسية والمهينة واللا إنسانية فحدّث ولا حرج وهو مما تفيض به السجون وإليكم النموذج الأبرز.
2
حين اشتدت الحمى وبدأ الإعياء يأخذ مأخذه فى الجسد المنهك لم يستطع أن يصعد لتلك الحافلة التي تقل المعتقلين من أقبية سجون “الحرية والعدالة” وحينها أدرك الجميع كم هو ممكون وصابر.
غادرت الحافلة إلى حيث المحكمة التي غاب عنها للمرة الأولى وأُرجع هو إلى محبسه بسجن كوبر . حين فتحت القاعة و سمحوا للأهل بالدخول عرفوا أن د.نافع مريض إذ لم يكن هناك ولم يخطرهم أحد أنه مريض بلا طبيب ولا دواء. بدأت الأسرة رحلة معاناتها الطويلة مع السجانين… في البدء أنكروا مرضه ثم عادوا وأكدوا أنه مريض بالملاريا . حقنوا جسده بكل أمصال الملاريا وحين انتهت كل الجرعات ولم تجدي لأنه لم يكن أصلاً مصاباً بملاريا وهم يعلمون، وقتها اعترفوا بأن د. نافع مصاب بكورونا وكانت أعراضها ظاهرة، ولكن لأن خطة الاغتيال المعلن تجري على قدم وساق قرروا أن يبقى بالسجن بلاعلاج، وحين تصاعدت ضغوط الأسرة وألحت على نقله للمستشفى لتلقي العلاج كحق مقدس من حقوق الإنسان أنكرت سلطة أدعياء الحرية والعدالة هذا الحق بل وحق الآخرين المعتقلين معه في السجن إلا تنتقل لهم العدوى!!.

3
وبعد اسبوع دخل د. نافع في غيبوبة اضطرت معها سلطة (الحرية والعدالة) لأخذه عاجلاً للمستشفى أملاً في أن يقضي نحبه هناك، فقد انتفخ الجسد وتورم الوجه وضعفت مقاومة الجسم للمرض اللعين. كانت الخطة أن يتركوه ليفترسه المرض لكن قدر الله ولطف ورعته عناية من بيده الحياة والموت ويقدر الأعمار والأيام.
4
تحسنت صحة د.نافع قليلا فى المستشفى لكن لأن من وضعوا خطة الاغتيال البطيء مصممين على نزع روحه مهما كلف الأمر أصروا علي إرجاعه إلى السجن قبل أن يُكمل علاجه ولا حتى إكمال فترة حضانة الكورونا… الذين صعدوا إلى السلطة على ظهر شعارات الحرية والعدالة يرفضون أن يتناول مساجينهم جرعة دواء…… حكمته بالغة.!!.
ياترى أين منظمات حقوق الإنسان التي أصابها خرس مفاجئ فلاذت بالصمت الرهيب و داهمها عمى مفاجئ فأضحت لا ترى انتهاكات حقوق الإنسان رغم أن السيدة جيهان تتخذ من مكتب وزير العدل مقراً لها وتعمل على حياكة القوانين الرديئة. آه …. بالمناسبة هل تعرفون من هي جيهان وماذا تفعل بوزارة العدل.؟! اسألوا حتى أعود إليكم بقصتها!
نافع يستحق أن يتلقى أبسط حقوقه بل ويستحق معاملة تليق بمقامه وعمره وعطائه أستاذاً بالجامعة وسياسياً يعرف شرف الخصومة يخرج مبارزاً خصومه مدافعاً عن رأيه ،تختلف معه أو تتفق فهو رجل جدير بالاحترام كان يخوض معاركه داخل الحزب وخارجه بشرف لايعرف الغدر والخيانة.يكفى أن اللجان التي ظلت تنبش وراءه فى كل مكان لم تجد تهمة واحدة تلصقها به ولو كذباً ، لا أرصدة مليارية ولا عقارات ولا ممتلكات ولا فساد ،لافى الحكومة ولا في الحزب ولا فى أي مكان وزمان عبر ثلاثين عاما.
5
قبل أن تنطلق فيالق الحمقى من هوام الأسافير لتستنكر علينا الدفاع عن د.نافع دعوني أقول لهم:
نافع هو أكثر سياسي فى الإنقاذ اختلفت معه، والمرة التي أيدتُ فيها مواقفه كان يوم أن وقع اتفاق نافع/عقار والذي رفضته كوارث الإنقاذ بعنجهية مريبة وصلف أضاعوا بها فرصة تاريخية للخروج بالبلاد من مأزقها.على أن د. نافع على اختلافنا الممتد معه لم يسع يوماً لكسر أقلامنا كما يفعل بعض أباطرة قحت وسماسرتها الآن، بل كل ما اشتد الخلاف معه كلما دعانا لحضور فعاليات حزبه. ما نريده هو أن ينال الإنسان ، كل إنسان، حقوقه ولو كان هولاكو وهذه أبسط مبادئ العدالة بل هى عين شعارات الثورة التي سنستلها كل حين لننصب بها المشانق لخونة الشعارات والمبادئ والأشواق.
6
جاء في المادة الثانية من الوثيقة الدستورية تلتزم السلطة الانتقالية بانفاذ حكم القانون وتطبيق مبدأ المساءلة ورد المظالم والحقوق.)
ويلٌ ثم ويلٌ للكاذبين من يوم يستل به مخضوضر القول من مستوبئ الكذب.

اترك رد