عمر عشاري يكتب : محاكمة لله !!

السودان

رصد:الرآية نيوز

عمر عشاري

رتينة

محاكمة لله !!

الموجودون في السجون دون محاكمات عادلة وفي حالة من البطء وسلحفائية الاجراءات اعدادا ليس قليلة ولكن دعنا نواصل في قضية ميخائل بطرس ومعمر موسى على سبيل المثال لا الحصر .

امس الاول الثاني من مايو بلغت فترة وجودهما في السجن احد عشر شهرا بالتمام والكمال ولو كان ذلك في سياق حكم قضائي لكان ذلك اشبه بدولة محترمة وثورة قاصدة وتغيير سياسي حقيقي يغير الكارثي من الامور على نحو ماكان يحدث في عهد المخلوع الى شئ مطمئن يجعلنا نامل ان بلادنا تمضي في طريق الديمقراطية والحرية وحكم القانون .

ولكن حالة كهذه تجعلنا في حيرة من امرنا وتفتح بابا للأسئلة المنطقية

ماقصة هذين الشابين تحديدا ؟! اين وصلت التحريات في قضيتهم ؟! ماهو الشئ المعقد الذي يحول دون وصول ملف القضية لمنضدة القاضي ؟! ماحقيقة مايثار حول قضيتهم انهم ضالعين في التخطيط لاعمال تخريبية مما تتحدث عنه مجالس النميمة في المدينة حينما سكتت عن الابانة الاجهزة الرسمية !!؟ والسؤال الاهم حتى لو كان ذلك كذلك ما الذي يحول دون تقديم هذه البينات وان يصدر حكم قضائي ضدهم بالواضح والصريح ؟!

دعك من ذلك ماحقيقة امرنا نحن الداعين لثورة كانت من اعظم الثورات ، والداعمين للحكم الانتقالي جسرا يعبر بنا نحو البناء الديمقراطي للدولة والوصول لفترة انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب السوداني من يمثله في الحكم !!

ماحقيقة صمتنا المستهبل حول قضمات كبيرة في جسد اله العجوة تحدث باستمرار ونحن نغض النظر طالما كانت الضربات في جسد الخصم ؟!

لماذا يصمت رفاق الامس من المنادين بالحرية والعدالة وتاسيس دولة محترمة لايمكنها بكل غباء ان تلقي باشخاص في السجن لقرابة العام دون محاكمة ؟!

ان التمرغ في شعار ” الحل في البل ” ظنا ان هذا يقدم القادمين الجدد بصورة الثوريين الخطرين امر هو نفسه خطير ذلك انه لامشكلة في الشعار ولكن المشكلة في مراميه الفلسفية .

الحل في البل شعار خرج من ميدان الثورة لا اعتراض عليه ولكنه يجب ان يكون” بلا ” بالقانون وهو لو عقل قومي فان حسمه امضى وقوته اكبر وجداوه افيد .

اما البل العشوائي القائم على امتلاك ادوات العنف والسيطرة في الدولة والذي تحركه الاحقاد ودواعي الانتقام والمحفوف بالهتاف الذي يخلق الفكر المتسلط ويؤسس لفكرة سننكل بكم كما نكلتم بنا وحتى في ذلك فان ميخائيل ومعمر ليسو من منسوبي الحكم السابق ولكن عموما فانه بلا يفضح قصر النظر وتقاصر القامات وضعفا في الحكمة يصل حد ان يصفها بالحمق والادراك الممحوق .

على اي شخص يحترم هذه الثورة ان يعلم ان عميق احترامها هو الدفع بها لتحقيق مراميها ، وان الخشية من الهجوم عليك باعتبارك مناصرا للخصوم السياسيين هو اول مايجعل منك شيطانا اخرسا ، فلا تسمح لشخص ان يلوح لك بفزاعة الدفاع عن من هم ضد الثورة ونتائجها فانت في حقيقة الامر تدافع عن الثورة واهدافها وحرصك عليها ابلغ من الطغاة المدعين .

اترك رد