بكري المدني يكتب : امشوا بس -!

السودان

رصد :الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

امشوا بس -!

فوجئت بتحول خاطرة كتبتها فجر أمس ونشرتها على مواقع التواصل الإجتماعي ل (هشتاق )بعبارة (امشوا بس )والتى جاءت من بين فقراتها وكانت الخاطرة استفتاءا بين الذين اطلعوا عليها حول تقرير مصير الحكومة الإنتقالية -!

فيما عدا زميل صحفي واحد عمل طوال الفترة الماضية متنقلا ما بين (ألوان)الأستاذ حسين خوجلي و(المجهر السياسي) للأستاذ الهندي عزالدين والذي نادى بضرورة إيقافي عن الكتابه اضافة الى زميل آخر من خلال تصنيفه لكتاباتنا -فيما عدا ذلك الزميل فإن جملة الذين وقفت على تعليقاتهم ذهبوا إلى تأييد ذهاب هذى الحكومة غير مأسوف عليها !

امشوا بس – لم تكن دعوة لانقلاب عسكري بل العكس فلقد حذرت من خطورة الإتجاه ولم تكن أيضا مناداة بالثورة بقدر ما انها جاءت في شكل رجاء للقائمين على أمر البلاد اليوم بأن يتقدموا باستقالاتهم وان يعتذروا للشعب السوداني بعد الفشل المبين لنسختين من تجربة الحكم الانتقالي بلا فائدة قائمة ولا قادمة!

لقد كنت ولله الحمد من الذين دعوا الرئيس البشير للترجل عن الحكم عندما كان مثل ذلك الحديث محض جنون عند الآخرين وكنت مع الذين أيدوا التغيير بتقدير وناديت باكرا بأن تمنح قوى الحرية والتغيير فرصة التجربة بحكم تمثيلها للثورة وكل ذلك لا يكلف أكثر من نقرة بحث على (قوقل)ولقد جاء عندي الآن – ان لم يكن قد فات الأوان – ضرورة ان تمضي هذه الحكومة ولا تبقى يوما واحدا رفقا بالعباد والبلاد !

من قلب (المواصلات)العامة بالخرطوم حيث أصبحت المشاوير عزيزة نرجو من هؤلاء الحكام الرحيل ومن شوارع العاصمة حيث الترصد والنهب في عز النهار نطلب منهم الرحيل ومن الأسواق التى ما عادت تطاق نأمل أن يستقيلوا ومن الصيدليات والمستشفيات ومحطات الوقود وصفوف الرغيف نقول لهم -امشوا بس !

المسألة لا علاقة لها بالوطنى او الشعبي -الشيوعي او البعثي وان كانت مقارنة العهود لازمة من حيث الآداء والعطاء ولكن المسالة في حد التقرير الأخير تتصل اليوم بلقمة العيش وجرعة الدواء -بخدمة الكهرباء و (حق ) المواصلات – بالأمان وبالخوف على السودان (زاتو)!

ان السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك رجل طيب شديد التهذيب على ما يبدو وبعض من اعضاء حكومته صادقين في محاولة العبور ولكن المشاعر الطيبة وحدها لا تكفي والمحاولات دون مؤشرات للنجاح ضرب من التجريب المستمر على جسد الناس يجب ان يتوقف هذا غير ان وصفات التنظير للإصلاح نفسها مجربة وفاشلة ولا طائل منها !

لن ينتظر الشعب وعود الشراكات السراب من مؤتمر باريس ولن يخضع هذا البلد لإملاءات دول الخليج وليس من مطلوباته اليوم ولا غدا تطبيق العلمانية او التوقيع على سيداو ولن تحكمه البعثة الأممية ولن يحكمه البنك الدولي!

امشوا بس – بلا ثورة ولا متاريس – بلا إصابات للشباب على الشوارع ولا قتل بالقنص فلقد اكتفت كما قلت أمس هذى البلاد من الأموات حد امتلاء (الثلاجات)!

امشوا بس – دون موسيقى عسكرية وانتظار لبيان هام فلقد بلغنا من الرشد ونحسب انكم بالغون من الوعي وحسن التقدير ما يجعل من يفشل منكم يسلم ببساطة ويمشي بس -!

و آخر همسة -لأجل حملة أقلام التغيير من عثمان ميرغني وعثمان شبونة وشمائل النور وسهير عبدالرحيم وزهير السراج وصلاح عووضة ومحمد عبدالماجد وحتى محمد إبراهيم – امشوا بس -!

اترك رد