الخرطوم:الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب:
الصراحة في زمن القحط
( غير جيب المواطن دا ما عندنا محل تاني نمشي ليهو، الحكومة تحيب قروش من وين؟ الحكومات في الدنيا كلها بتشيل من جيب المواطن، الضرائب ما جيب مواطن يعني في النهاية، الحكومة ما عندها حتات كتيرة تجيب منها غير إما تنتج بترول أو تنتج دهب، أو تنتج موارد طبيعية تكسب منها، أو كمان تمشي لي جيب المواطن ) – د. جبريل إبراهيم
يُحمَد للدكتور جبريل أنه تحدَّث بمستوى من الصراحة يقترب من وصف الواقع المعاش الآن، وأنه ، بذلك، قد اقترب من المتوسط الطبيعي للصراحة عند غالب الساسة، فغالبهم يميلون إلى تجميل الواقع بدرجة واحدة فوق ما هو عليه .. في حالة الاعتماد على جيب المواطن تكون الصراحة، في الأحوال الطبيعية، وفق هذا التدرج :
١/ إذا كانت الحكومة تعتمد على جيب المواطن بدرجة ضعيفة فغالب الساسة يميلون، في الحالة الطبيعية، إلى نفي وجود هذا الإعتماد . مع الافتخار بهذا الانجاز .
٢/ ذا كان الاعتماد بدرجة متوسطة، فهم يميلون إلى وصف الاعتماد بالضعيف مع تبريره .
٣/ إذا كان الاعتماد بدرجة كبيرة، فهم يميلون إلى وصفه بالمتوسط مع التبرير أيضاً والاعتذار .
٤/ إذا كان الاعتماد بالكامل على جيب المواطن، فهم يميلون إلى وصفه بالمتوسط مع التبرير والإعتذار وطلب الصبر .
٥/ أما إذا وصل الحال إلى مرحلة القحط الحالية بما فيها من نهب للمواطن ومن إفلاس له،، ومحاصرته بالغلاء الفاحش والأزمات من كل نوع، مع الاستمرار في زيادة معدلات النهب بلا رحمة بعد كل فترة ، والتقصير في تقديم كل الخدمات له، وإذا أصيب بمرض احتاج معه إلى العناية المكثفة كان أهله بين خياري تركه ليموت أو بيع كل ما يملك والاستدانة لدفع تكاليف العلاج أو العلاج والعزاء، أما في مثل هذه الظروف
فالطبيعي – والذي لم يجرؤ عليه أحد في الحكومة غير د. جبريل – أن يعترف السياسي بأنهم يعتمدون على جيب المواطن، وبلا اعتذار مع التأكيد على أن هذا هو ما يحدث في كل دول العالم . وعلى قسوة العبارات فهي تجمَّل واقع القحط الحالي بدرجة واحدة، وهذا هو أقصى المتاح من التجمَّل في زمن القحط .
إذا استصحبنا معلومة أن متوسط التجميل للواقع عند المسؤولين في هذه الحكومة يتراوح بين ثلاثة درجات أو أربع عما هو عليه، فإن الدكتور جبريل يستحق الشكر لأنه قد اختصر التجميل في درجة واحدة .
شكراً جبريل
إبراهيم عثمان