عبد الماجد عبدالحميد يكتب: حميدتي .. رجلٌ لايتعلم من أخطائه!!
حميدتي .. رجلٌ لايتعلم من أخطائه!!
من مفارقات السياسة وتقلبات زمان الحكم والسلطة في بلادنا أن أبرز وأهم الشخصيات التي كانت شاهدة علي أدق تفاصيل تكوين قوات الدعم السريع وتصعيد الفريق الحالي محمد حمدان دقلو إلي منصة قيادتها ، هؤلاء الأشخاص معتقلون حالياً داخل سجن كوبر وفي جناح واحد بأمر وموافقة من قائد الدعم السريع .. وأعني بالرجال الثلاثة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الأسبق والدكتور علي محمود الوالي السابق لولاية جنوب دارفور والأخ آدم الفكي آخر والي سياسي علي جنوب دارفور .. الرجل الذي سجل البشير في عهده زيارة تاريخية كرّم خلالها حميدتي وأجزل له الثناء والشكر !!
*• ومن مفارقات السياسة ويوميات أسرارها العجيبة أن الذين تآمروا مع حميدتي علي خيانة البشير لايزالون علي قيد الحياة ويعرفون أدقّ أسرار حكاية الإنقلاب الذي ذاقوا مرارته بعد أيامٍ قليلة من ركوبهم موجة الثورة المصنوعة التي ساهموا في إشعال جذوتها ومادروا أن نارها ستحرق خيامهم وأطراف أصابعهم ولن تترك لهم راحة للإستمتاع بظل السلطة التي ظنوها مغنماً ومادروا أنها مغرم إلا في أيامهم هذه !!.
• إن كان حميدتي يظن أنه الفاعل الرئيسي في مجموعة الخيانة التي إنقلبت علي الرئيس البشير فهو مخطئ .. وإن كان يظن أنه وحده من حمل علي عاتقه وزر طي صفحات الإنقاذ فهم مخطئ أيضاً .. مالايعلمه الرجل أن شباب الإسلاميين الذين قدموا أرواحهم فداءاً لمشروع الإنقاذ في كل جبهات القتال وقاتلوا كل الحركات المتمردة بطول السودان وعرضه .. هؤلاء الشباب الذين قدموا أكثر من 30 ألف شهيد من خيرة الشيوخ والشباب من أبناء هذا الوطن ، هؤلاء الشباب الذين سافروا إلي الأدغال .. والوديان والكهوف والصحاري وقاتلوا أعداء السودان بشراسة وشجاعة قلّ مثيلها في زماننا هذا .. هؤلاء الشباب لم يكونوا علي قناعة بأن نسخة الإنقاذ التي قاتل معها حميدتي ووفرت له من العتاد والتمويل والتشوين والتسليح العسكري مالم يتوفر (واحد علي مليون) مثله لهم ، هؤلاء الشباب لم يكونوا علي قناعة أن الإنقاذ التي إنقلب عليها حميدتي ومجموعة الخيانة في اللجنة الأمنية .. تمثلهم !!
• إنها الحقيقة .. إن كانت قناعات شباب وشيوخ الإسلاميين الذين يجيدون إستخدام كل الأسلحة الخفيفة والثقيلة .. إن كانت قناعاتهم أن نسخة الإنقاذ التي أسرفت في تأسيس وتسليح وتمويل قوات الدعم السريع تمثلهم ، لما سقطت الإنقاذ .. ولما تجرأ أحد من الرجال علي التباهي من وقتٍ لآخر بأنه من بادر بإعتقال البشير ورميه في سجن كوبر !!
• لا أعرف ماهي الفائدة النفسية والسياسية والعسكرية التي يجنيها حميدتي من ترديده بين الفينة والأخري أنه هو من قام بإعتقال البشير ووضعه داخل كوبر ؟
• أين وجه الشجاعة والفراسة والمباهاة في ترديد مقولة إعتقال البشير الذي لم يكن راغباً في مقاومة المجموعة التي خانته .. ولو أراد ذلك لقلب عليهم عاليها سافلها داخل وخارج القيادة العامة ولكنه تصرّف بحكمة قائد الجيش وخبرة رجل جلس علي كرسي الحكم لمدة 30 عاماً وأدرك بتجربته أن خياراً كهذا ستكون عاقبته وخيمة علي الوطن والجيش السوداني الذي أحبه من أصغر جندي حتي أعلي رتبة في هيكله العظيم !!
• لم يكسب حميدتي يوماً من ترديده لهذه الوقائع المضروبة .. وقائع شهودها لايزالون علي قيد الحياة وأولهم المشير البشير نفسه !!
• لم يكسب حميدتي من ترديد هذه المقولة والوقائع التي يظن من وقتٍ لآخر أنه يغازل بها قوي الحرية والتغيير وأصدقاءه وحلفاءه من الشيوعيين والبعثيين والأماراتيين وآخرين من دونهم ..لم يكسب الرجل شيئاً من ترديد أقواله هذه التي حفظها جمهور المستعمين عن ظهر قلب .. ومع هذا لم تمنع عنه لعنات الشيوعيين واليساريين وقوي الثورة المصنوعة التي حرقت مراكبه وكبدته خسائر فادحة وضعت متاريس أسمنتية في طريق مستقبله العسكري والسياسي !!
• حميدتي لايعرف طبيعة اللؤم السياسي والأخلاقي لحلفائه الشيوعيين واليساريين والعلمانيين ومن يقف خلفهم ممن لادين لهم ولا أخلاق !!
• ولأنه لايعرف حقيقة القوم ومكرهم فقد صار صيداً سهلاً في شباكهم .. حرّضوه علي الإسلاميين فصار يشتم المؤتمر الوطني وقياداته صباح مساء .. يفعل هذا وقواته تحتل دور الوطني وتقيم داخلها بوضع اليد .. ومن سماحة (كيزان) المؤتمر الوطني أنهم لم يرموا ولا (حصاية) تجاه القوات التي إحتلت مقارهم .. ليس ضعفاً ولكن قناعةً أنه لكل مقام .. مقال .. ومع هذا لم يكف حميدتي عن التعريض بالإسلاميين وشتمهم والإستهزاء بهم بين الفينة والأخري .. ومع هذا لم يكسب شيئاً ولم يحقق إختراقاً في جبهة تحالفه مع اليسار الذي ذهب بعيداً في شيطنة الرجل وقواته .. بل والمطالبة بتقديمه للعدالة الدولية.
عبدالماجد عبد الحميد