أزمة أوكرانيا : الحكاية الحزينة لجمهورية اسلامية (3)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

أزمة أوكرانيا

الحكاية الحزينة لجمهورية اسلامية (3)

بعد إعلان قيام جمهورية القرم السوفياتية،وخضوعها للحكم الذاتي. بدت للسوفيات فكرة توطين اليهود في القرم في العام 1928 م كان ذلك بعد ست سنوات من قيام الحكم الذاتي، فاحتجت حكومة القرم وشعب التتار ، فأعدم رئيس جمهوريتها وأعضاء حكومته، ونفي أربعون ألف مسلم من القرم إلى سيبيريا ، ولم يستسلم التتار سكان القرم رغم الأضطهاد والنفي حتى تركت فكرة توطين اليهود هنالك. وأقيمت لهم جمهورية خاصة بهم
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية اتهم السوفيات سكان القرم بالتعاون مع الألمان فصدر قرار مجلس السوفيات بإلغاء جمهوريتهم في سنة 1939 فآلغيت مؤسسات الحكم الذاتي، وشرد تتار القرم وأرغم الشيوعيون أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى وخصوصاً إلى أوزبكستان، وهرب أكثر من مليون وربع مليون منهم إلى تركيا، وأوروبا الغربية وأعدم الشيوعيون الكثير من القادة الدينيين ، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم الشيوعيون ألفاً وخمسمائة مسجدا في شبه جزيرة القرم، و أغلقوا المعاهد والمدارس الاسلامية، وفي 1976 م قرر مجلس السوفيات براءة تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان ذلك بعد تشريد شعب كامل، وإلغاء جمهوريتهم ، نتيجة لتهمة باطلة ألصقت بهم، ولم تعد الجمهورية التي إستبدل شعبها بشعب آخر غالبهم من الروس والأوكارنيين وسائر الأجناس السوفياتية الأخرى ضمت الجمهورية التتارية إلى أوكرانيا بقرار من خرتشوف بعد أخلائها من غالب سكانها والذين قاوموا التهجير والنفي بالتكاثر حتى زادت أعدادهم شيئا فشيئا فصاروا مؤخرا الأثنية الأكبر عددا بين الأثنيات الأخرى وحافظوا على هويتهم الدينية والثقافية رغم الأضطهاد المهول و رغم انتشاره في البلدان يطالب تتار القرم بالعودة إلى وطن أجدادهم. وبعد أنهيار دولة السوفيات تمتع التتار بالحريات التي أتيحت لغيرهم من الأثنيات الأخرى وبدأوا في ممارسة شعائر دينهم وآظهار مظاهر ثقافتهم المغولية المميزة. ولئن تصارع الروس والأوكارنيين على القرم فهو تصارع طرفان على ما لا يملك أن. فالقرم لها أهلها ولابد لكل مظلوم من يوم يحق فيه الحق ويبطل الباطل. وقد كان موقف التتار في الاستفتاء أن اختاروا الوقوف مع روسيا حتى يحق للقرم التمتع بالحكم الذاتي غير المتاح لهم في أوكرانيا. بل أنه من المتوقع أن تتحمس روسيا لأعادة التتار المشردين في أصقاعها لبلدهم حتى توطد شرعية أنضمام القرم إلى روسيا هاهي قصة القرم فمن أعتقد أن أوكرانيا ذات حق في القرم فليقرأ التاريخ. نحن أهل الإسلام نكره الحرب ونكره الظلم و العدوان فالله لا يحب المعتدين ولكننا نعلم أن سنن الله في خلقه غلابة وكما تدين اليوم تدان غدا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

د.أمين حسن عمر

د.أمين حسن عمر يكتب : حرب الأفيال في وطن النمال

اترك رد