إبراهيم عثمان يكتب : إيمان عجائز قحت

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب : إيمان عجائز قحت

مدخل :
( قالوا : هذا الرازي، الذي جمع ألف دليل على وجود الله، فردت عجوز نيسابورية : لو لم يكن في قلبه ألف شك ما احتاج ألف دليل ! فلما بلغه قولها رد: اللهم إيماناً كإيمان العجائز ) ..

عزيزي القحاتي غير المنظَّم، ليتسق إيمانك بقحت، وبقولتها الفصل الأخيرة بخصوص الفرق الأساسي الحاسم بينها وبين من خلفوها في الحكم، فيما يلي الفشل أو النجاح الاقتصادي؛ أي قدرتها على جلب العون الغربي في مقابل عدم قدرتهم، ليتسق إيمانك هذا بالغرب وبإرادة الخير التي تحكمه، ويكون كإيمان الحزب العجوز وعجائز قحت الأصلاء، يجب أن تزيل من طريقه ألف دليل مضاد، وعليك بجملة “إيمانات” داعمة:

▪️ الاعتماد على الذات :
– أن تتناسى الشعر القحاتي عن تفجير الطاقات والاعتماد على الذات وعن إمكانات اقتصادنا الذي كان ( السادس في إفريقيا ) كما أقر حمدوك .

▪️ العقوبات :
– أن تتجاهل ما كان الشيوعيون والبعثيون والناصريون يقولونه عن أسباب فرضها على بلدان تجاربهم الأم، وأن تصدِّق أن الحالة السودانية كانت وستظل استثناءً .
– أن تحتفظ لقحت بجميل إسهامها الكبير في فرضها، وأن تتجاهل آثارها الباقية إلى الآن، والمستمرة لأزمان قادمة، خاصةً في ظل التصريح المفتوح للغرب لفرضها عندما يرى أن مصلحتنا تتطلب، أو عندما تريه قحت ذلك .

▪️ فصل الجنوب :
– أن تصدِّق، مع القحاتة، بأن الدور الغربي الكبير فيه لم يكن ضد السودان بأي شكل، ولا يثبت أي شئ ضد نظرية الغرب الذي يحبنا ويقدّم لنا ما يفوق تبادل المصالح، بالقدر الذي يصنع فرقاً يكفي للعبور .
– وإن شئت أن تحصل على مزيدٍ من الاتساق، فدونك مرافعة الأستاذ عثمان ميرغني تحت عنوان ( من قولة تيت )، ستكشف لك الدوافع شديدة النبل التي جعلت الغرب وإسرائيل يعملون على فصل الجنوب، وستأخذ منها فكرة جيدة عن العبور الجنوبي برافعتي الغرب وإسرائيل، ودوره المرجو في العبور الشمالي .

▪️ الشماعات :
– أن تنسى ما كانت قحت تقول إنها الأسباب الحقيقية لفشلها : التعطيل الكيزاني، وشركات الأجهزة النظامية، وبالتالي أن تتناسى قولها إنها هي، لا العون الغربي، الفرق الأساسي الحاسم الذي يصنع النجاح أو الفشل، وبالتالي أن ترى نجاح من خلفوا قحت رأي العين، العين نفسها التي زعمت إنها رأت التعطيل .

▪️ العبور :
– أن تتجاهل الفقرة السابقة برمتها، وأن تصدِّق بأنه لم يكن هناك فشل، وإنما عبور حقيقي برافعة غربية حقيقية .

▪️ الثمن العلماني :
– أن ترى، مع القحاتة، أن العلمانية ثمن مقبول “للعودة إلى العالم” التي حققت العبور.

▪️ تاريخ أدوار أمريكا في العالم :
– أن تنقي ذاكرتك من أي رواسب تاريخية أو حاضرة ضد نظرية الغرب فاعل الخير، من فلسطين، وأفغانستان، وفيتنام، والعراق، ومصر ناصر، والاتحاد السوفييتي ( العظيم ).. إلخ، وألا تشغل بالك بأي اعتراضات من الرفاق، فهم لن يلوموك على سعيك للاتساق لأنهم قد وصلوا إليه قبلك .

مخرج : احذف أوروبا وضع السودان، واحكم على دقة توصيف سيوران، وفكّر فيما إذا كانت انقاض أفكارك وقناعاتك البائدة لوحدها – أو بالتضامن مع أنقاض المؤسسات المخربة والانقاض التي تصنع المتاريس – تكفي لكتابة ملحمة :
( لم تتوفر أوروبا بعد على ما يكفي من الأنقاض كي تُزهر فيها الملحمة، إلا أن كل شئ يدفع إلى التوقع بأنها، غيرةً من طروادة واستعداداً لتقليدها، ستنتج تيمات من الأهمية، بحيث لن يمكن للشعر والرواية أن يفيا بالحاجة ) – إميل سيوران

لا للزيف الخام
نعم للاتساق وإن كان مقحطناً

إبراهيم عثمان

اترك رد