سناء حمد تكتب : على وقع الجوع والعجز .. رسالة للشعب
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
سناء حمد تكتب :
على وقع الجوع والعجز .. رسالة للشعب
قبل حوالي الاسبوعين كتبت مقالاً عن ازمة الغذاء المتوقعة في السودان ، وحرصت قدر الامكان الا اثير الفزع ، ولكن دفعني للكتابة من جديد ، بيانٌ اصدرته الفاو يوم الثلاثاء الماضي ورحبت فيه بالمساهمة المقدمة من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، واستجابته لمشروع منظمة الفاو لمواجهة ” لحالة الأمن الغذائي الأليمة ” – وهي حالة قد تتفاقم بشكل أكبر بسبب الآثار المتتالية للنزاع في أوكرانيا-و تهدف إلى استعادة الأمن الغذائي للمجتمعات الزراعية والرعوية المتضررة في السودان من خلال توفير الإمدادات الزراعية الطارئة ، مبلغ المساهمة بلغ 12 مليون دولار، ورغم أن هذا هو أكبر تخصيص منفرد تتلقاه الفاو من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ الا أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأموال لتجنب حدوث أزمة الجوع… يغطي مشروع منظمة الفاو محل البيان ” 180 ألف أسرة- أي 900 ألف شخص- من أكثر المجتمعات الزراعية والرعوية ضعفا، بما في ذلك النازحون داخليا والعائدون واللاجئون والأسر المقيمة”.
ايها السودانيون حاكمين ومحكومين ،إن “حالة الأمن الغذائي الأليمة ” تعبير تفادت به المنظمة توصيف الأمر بالمجاعة !! فانه ووفقا للخطة التي اعدتها الفاو للاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2022، ” من المتوقع أن يحتاج 10.9 مليون شخص- أي 30 % من السودانيين- إلى الدعم للمحافظة على الحياة، هذا العام ، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في العقد الماضي” !!
خلال هذا الاسبوع و في بيان رسمي امام مجلس الأمن تحدثت مندوبة الامارات في مجلس الامن عن الحالة السودانية والأخطار المحدقة بالبلاد ، وأشارت لتقديرات الامم المتحدة بان 39% من السودانيين سيعانون من انعدام الامن الغذائي ..بحلول سبتمبر القادم ، و بحساب بسيط ، فإن عدد السكان الحالي 43 مليون نسمة و المهاجرين فيهم قرابة 4 مليون نسمة ، فإن العدد المقيم بالسودان اقل قليلاً من 40 مليون ، وعليه فإن تقديرات الامن المتحدة الخاصة بالدعم للمحافظة على الحياة يشمل قرابة نصف السكان!! بينما خطة الاستجابة الحالية للمنظمة الدولية وصلت 13% فقط اي حوالي 5 مليون من المحتاجين! بينما عدد الذين يحتاجون الدعم للمحافظة علي الحياة يترواح حسب تقديرات الامم المتحدة والفاو بين 30% و 39% اي حوالى 12 – 16 مليون نسمة !! وهذه بكل المقاييس كارثة تتجاوز ما حدث في بداية عقد الثمانينيات.
أمر آخر دفعني لاعادة الطرق على الموضوع ، أن خطابي السابق كان موجها للمسئولين في الدولة ، ان يتحملوا مسؤولياتهم ويلتفتوا لهذه الكارثة القادمة بأسرع مما ظننا حسب تصريحات الامين العام للامم المتحدة السيد غوتيرش ، وتقارير الوكالات المتخصصة، و سيفاقم من الوضع واعداد المتضررين منه الشح العالمي في الحبوب ..والذي دفع الامم المتحدة لتصنيف اوكرانيا احد اكبر منتجي القمح في العالم ضمن بؤر نقص الغذاء الخطر وقد أصدر WFP و والفاو تحذيرا مبكرا لاتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 بؤرة جوع ساخنة من المتوقع أن يتفاقم الجوع فيها في الفترة الواقعة بين يونيو – سبتمبر 2022. وللاسف فإن السودان ضمن هذه البؤر الحرجة . ” فلا بد للمجتمع الدولي من التحرك لمنع حدوث أكبر أزمة غذائية في التاريخ وما قد يستتبع ذلك من اضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية” النص اعلاه ورد في بيان صحفي مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي.
ولقد استمعت قبل أيام لرئيس مجلس السيادة والذي يفترض انه المسؤول الاول صاحب القرار في هذه البلاد ، يتحدث بطريقة تدعو للرثاء بأنه سيتحدث ” للناس حتى ولو قطعوا عنه الكهرباء أو قطعوا رأسه ” !! ان حالة العجز التي جسدتها هذه الكلمات ..بالغة.. وغير مسبوقة ، فان كانت مؤسسة الدولة عاجزة عن تأمين قطاع الكهرباء الذي تملكه الدولة ،، فمن باب اولى الا يملك هو وبقية المسئولين من تحته ارادةً ولا قدرةً على الاستعداد والترتيب لمواجهة خطر المجاعة المقبل ..وحماية ارواح الناس والانعام
لذلك اليوم اخاطب الشعب السوداني مباشرةً ، اتركوا هولاء العسكرين والسياسيين في مائدتهم المتخمة بالنقاش المترف ! دعوني اقول لكم بوضوح من استطاع منكم ان يوفر قوت عامه فليفعل .. من اراد ان يعرف ماذا يعني الجوع واحتمالية أن يطرق بابه ، عليه ان يرجع ويشاهد الافلام والصور .. ليرى ضحايا مجاعة الثمانينيات وليبحث عن صور مجاعة ” سنة ستة” .
إن هذا المجتمع ليس عاجزاً ، ويستطيع ان يتجاوز الدولة اذا كانت مغيبة العقل ، وعلى الافراد الا يجعلوا مصيرهم بايدي مؤسسة دولة عاجزة ..يمكنكم النجاح بقليل من التدبير فيما قعدت عنه الدولة ..لكن افهموا انكم تسابقون الزمن …الموجز الثاني من مجموعة الاستجابة للأزمة العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل يونيو 2022، ورد فيه ” ويتعرّض ما يُقدّر بنحو 1.6 مليار شخص في 94 دولة إلى بُعدٍ واحد على الأقل من أبعاد الأزمة، ويعيش حوالي 1.2 مليار منهم في بلدان فيها “عاصفة مثالية” وهم معرّضون بشدة لمخاطر الأبعاد الثلاثة مجتمعة: الغذاء والطاقة والتمويل.
انتم با أهل السودان ضمن بؤز الازمة الاسوأ حالاًً، لدبكم ازمة طاقة و بالضرورة ازمة تمويل … وتواجهون قريباً ازمة طعام ، فهل تستلمون لقدركم ام تشمرون عن سواعدكم ..تنقذون انفسكم وعيالكم ومجتمعكم.
الا هل بلغت اللهم فأشهد .
وفِّر قوتك ..أمِّن غذاءك
مبادرة لحل أزمة القوت في السودان
Ahmed Mohamed Ibrahim
shakiroon4health@gmail.com
بالإشارة للمقال الهام الذي تناولته الأستاذة الكاتبة نوال حمد العوض (على وقع الجوع والعجز .. رسالة لشعب السودان) وكذلك مقالها السابق عن ازمة الغذاء المتوقعة في السودان الذي كنت قد اطلعت عليه سابقا عليه أولاً أود أن أتقدم إليها بوافر الشكر والتقدير على ما تبذله من جهد لتبصير كل من كان له بصر وفتح الله عليه بصيرته. وقد بدي لي جلياً مدى عمق إدراكها واهتمامها بهذا الأمر ما جعله هماً من همومها وأود أن أقول لها بأن هذا الأمر هو واحد من همومي علاوة على هموم أخرى خاصةً في مجال الصحة والدواء ولكنا الآن أحوج ما نكون الي ترتيب الأولويات واختيار من الوسائل أيسرها وانجعها ومن السبل أقصرها واسهلها لإدراك تحقيق الهدف وفي إعتقادي أن ما تناولته أستاذتنا الفاضلة يجب أن يكون فرض عين وهماً عاماً لكل أفراد هذا الشعب، عليه فإنني أرغب جاداً أن يكون لنا دور في الخروج من عنق هذه الزجاجة والمطبات التي وضعنا فيها سياسيوا هذا البلد وهم في غفلتهم يعمهون عليه
أرجو شاكراً مدى برابط التواصل مع الأستاذة الكاتبة سناء حمد العوض أو إرسال بياناتي إليها. على آمل أن نتمكن من وضع خطة عمل ومبادرة سريعة قابلة للتنفيذ قبل فوات الأوان لابعاد شبح المجاعة عن مجتمعنا لا قدر الله عن طريق استنهاض همة هذا الشعب وشحذ قدراته
وجزاكم الله خيرا
أحمد محمد ابراهيم