دكتور ياسر أبّشر يكتب : ياسر عرمان : أيقونة انحطاط السياسة السودانية ( 1 )
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
دكتور ياسر أبّشر يكتب :
ياسر عرمان : أيقونة انحطاط السياسة السودانية ( 1 )
لما لَجّ أبو لهب في كفره وعصيانه وطغيانه ذكره الله تعالى بالإسم ، ووضعه الله تعالى في قرآنه الكريم في موضع الخسران والهلاك فقال إنه تَبّ وتَبَت يداه . ووصف الوليد بن المغير بأنه عتل أي جلف فظ غليظ ، وزنيم أي دعي كابن الزّنى .
ويجوّز العلماء ذكر الفاسق المجاهر بمعاصيه ليجتنبه الناس .
هذا ، ولولا أنني وجدت هذا التشهير بأبي لهب في قرآن ربنا لما ذكرت من أنا بصدد من سأسمّيه . وثمة سبب آخر جعلني أضرب صفحاً عن ذكره بالإسم أمداً طويلاً ، وهو أنني أحتقره ، وأرى أن ذكري له فيه حَطٌّ من قدري ، وهبوط لقاع . وَمَنْ سأذكره اليوم هو ذلك المدعو ياسر عرمان .
كانت لي علاقة مِلؤها التقدير والإحترام مع دكتور إبراهيم الطيب الريح : ذلك المُحسن حياه الغمام . ودكتور إبراهيم الطيب الريح من علماء السودان الأجلّاء ، الذين أُوتُوا بسطة في العقل والمال. وهو ينفق من ماله في أعمال البِر والإحسان إنفاق من لا يخشى الفقر ، مع تواضعٍ جم و أصالةٍ تحببك في تقاليد الكرام .رحمك الله سيدي .
زرته مرة في منزله بلندن ، وكان التلفاز مفتوحاً بلا صوت على قناةٍ لا أذكرها ، فعرض صورة لياسر عرمان ، فتمعّر وجه الرجل العظيم والتفت إليّ قائلاً : الولد ده أنا بكرهو !!! واستعاذ بالله منه !!!
وكان شيخ إبراهيم يقُصُّ عليّ موقف ما يسمى ” نقابة الأطباء الشرعية ببريطانيا وأيرلندا ” من مبادرته لإرسال قوافل طبية تعالج الناس بالمجان في السودان ، يُمَوّلها هو . وكان يتحدث بألم عن النقابة الشيوعية التي عارضت مبادرته بحجة أن إرسال تلك القوافل للسودان تعتبرها دعم لحكومة البشير ، هذا في حين أن تلك النقابة كانت ترسل قوافل طبية وإمدادات دوائية بل وسيارات إسعاف لمناطق سيطرة قرنق وتسميها ” المناطق المحررة ” !!! وأثناء ذلك الحديث عن رفاق عرمان ظهرت صورة عرمان في التلفاز .
وفي عام 2010 رشَح عرمان نفسه لرئاسة الجمهورية باسم الحركة الشعبية ، وما كان ذلك إلّا لِقِلّة عقله وجهله بقدره . ولما وجد أن حركة قرنق لن تسانده قرر الإنسحاب . وكان مبارك الفاضل ترشح ثم قرر الانسحاب. ومفهوم لدي أن يترشح مبارك الفاضل فهو : ” ولداً قَدَل في عِزّة ” !!! حَتْ عرمان سوانا ……. !!!!
عقد مبارك الفاضل مؤتمراً صحفاً بقاعة الصداقة ليُعلُنَ انسحابه و انضم عرمان لذلك المؤتمر لنفس الغرض . وهما جالسان في المنصة تحركت بنات عرمان مندفعات نحوه اندفاع البنت المُحبّة لأبيها ، لكن عرمان جَابَه ذلك الحب بفظاظة وغلظة ، مشيراً لهن بيده ومنتهراً أن يعوداً لحيث كنّ جالسات !!! ياله من تصرف محرج من أبٍ قاسٍي القلب ٍذلك الذي كسر فيه قلوب بناته أمام الملأ .
جدير بالذكر أن جِد أولئك الزهرات لأمّهِنّ هو السلطان دينق سلطان دينكا انقونق ، والدينكا قومٌ تملؤهم العِزّة والكرامة Dignity والفخار بأنفسهم لدرجة أن كلمة دينكا تعني ” الناس ” ، ولكن عرمان معقّد .
يبدو أن العدوانية طبع متأصل في عرمان . فقد أشاع خلافات وصراعات بين قادة الحركة الشعبية بمجرد وصوله لأديس أبابا في الثمانينات ، مما عرضه للضرب منهم مراراً ، ولم يتسنى إنقاذه من فتكهم به إلّا تقريب قرنق له وجعله من بين من يحملون حقيبته .
وحتى حمدوك اشتكى لأصدقائه من عدوانيته وميوله لإشاعة الفرقة بين أفراد طاقمه حين عينه مستشاراً بمجلس الوزراء .
ويعود سبب طرده من حركة الحلو ثم من حركة عقار لهذا الميول العدواني المتأصل فيه وسعيه الذي لا يفتر على بث الفرقة والخلاف بين القادة .
في هذا الصدد قالت لي سيدة تفهم في السياسة السودانية وتعرف عرمان عن قرب ، إنها تثق أن لعرمان قدرة على ” فرتقة ” أي كيان سياسي ينضم له !!! .
المُحيَر ، والذي يشير بوضوح لقصر قامة معظم القادة السياسيين الذين تعج بهم الساحة الآن ، هو تقريبهم لعرمان .
عرمان كاد أن يكون رئيس حزب الأمة في عصر مريم وشقيقها صديق . مريم المعترفة بفشلها كوزيرة خارجية متحججةً بقلة الخبرة .
وعرمان يستغل جهل وسذاجة حميدتي وشقيقه عبدالرحيم بكل شيئ ليوجههم أنّى شاء ، فهو مستشارهم الأول المقرب .
عرمان هو الكوميسار Commissar لحزب الأمة ولحميدتي إخوان وعدد من شباب اليسار الأغرار . ولو أن عرماناً كان ذو علم وفكر ودراية بشؤون الحكم لكان ذلك منطقياً. ولكنهم قرّبوه وظلوا يسمعون تُرّهاته لفشو ” عدم العِرفة ” وانعدام الخبرة والتجربة لديهم ” والطشاش في بلد العمي شوف ” .
أمثال عرمان لا ترتفع لهم راية في سودان في قيادته الصادق المهدي والترابي وغازي عتباني ونقد والبشير . فانظر يا رعاك الله إلى أي دَرك انحدرنا !!!
نواصل
دكتور ياسر أبّشر
———————————
11 سبتمبر 2022