أسامه عبد الماجد يكتب : الانتقام من البشير

السودان

رصد:الرآية نيوز

الانتقام من البشير

أسامه عبد الماجد

إذا عرف السبب

الجمعة 28 مايو 2021

سترتد ذات السهام التي صوبتها حكومة (قحت) الى الرئيس السابق عمر البشير على صدرها يوما ما .. طالما خرجت من قوس (الانتقام).. حولت قحت الـ (خلاف) الى (عداوة) وجعلت الـ (ممنوع) ‘(مسموح).. وخلطت (العام) بالخاص.. في التعامل مع البشير ..
بينما البشير لم يأخذ أسرة المهدي بوالدهم .. اذ ظلت كريمة الامام الراحل أستاذة بجامعة الخرطوم .. ولم يطالها نموذج الطريقة القحتاوية المخزيه القائم عليها وجدي ومناع.. .. أما عبد الرحمن الصادق كان مساعدا للبشير.. في وقت كانت الحرب السياسية على أشدها بين الانقاذ والامام.
الغريب أن المهدي حتى في لحظاته الاخيرة ظل يدعو الجنائية لخنق البشير من باب الكيد السياسي لا غيره.. كرمته الانقاذ في العام 2013 وقلده البشير وسام الجمهورية من الطبقة الأولى الممتازة ومثله للميرغني.. وعوضهما عن ما اخذ منهما و(زيادة).
عند انقلاب 1989 قبض على المهدي بمنزل أحد أنصاره بالخرطوم .. تم تحويله للقيادة العامة.. نقل له أمين مجلس الثورة العقيد عبد العال محمود تسلمهم السلطة ..كان اللقاء مصورا والمهدي حليق الشارب واللحية.. في (هدوء) لا (ضوضاء) وجه البشير بعدم بث (الفيديو).. أراد للمهدي (الإكرام) لا (الإحتقار)..
وان يكون النادي السياسي (نظيفا) لا (قذرا) بالتشفي.. بينما جهات سياسية لم يهدأ بالها الا بعد ارتداء البشير ملابس السجن وتصويره.
وضعت الانقاذ مالك عقار في خانة (المتمرد) وأصدرت عليه حكما بالاعدام .. بينما وضع القائد الأعلى للشرطة المشير البشير كريمة عقار (الضابطة) في خانة (المتفانية) في عملها لخدمة الشعب عبر بوابة الشرطة التي أساء إليها شارع (قحت).
أما أسرة المغفور له د. خليل ابراهيم .. التى روع والدها العاصمة ‘ بقيت آمنه مطمئنة في الخرطوم .. رغم أنها كانت تنام والدمع على خدها .. لكنها الحرب (قاتل ومقتول) أو السلام.. وحتى البعثي محمد ضياء الدين لم يحرم من عضوية اتحاد كرة السلة.. . كان في حالة (أسفار) وقبض (الدولار).. فيما يمارس الان دور (المكار).
كانت (المفاصلة) قاسية وشديدة الوطأة على الإسلاميين وشيخ حسن .. وفيها كثير من الأذى والتنكيل ..لكن لم يلاحق (اولاد الترابي).
عندما كشف جهاز المخابرات مخبأ زعيم الشيوعيين نقد.. نقل الخبر على الفور للبشير فوجه بمعاملته معامله كريمه .. أشرف عليها أميز ضباط المخابرات عبد الغفار الشريف.
أما فاطمه احمد ابراهيم.. فرش لها البشير بساط التقدير في مناسبة.. (قلدها) وبادلته العناق .. قالت :(عجبتني منو لأنها بتاكد إننا سودانيين محتفظين بحاجات جميلة).. تقدم البشير المشيعين لوردي وغازي سليمان وغيرهم.. المئات من الحالات التي فرق فيها البشير العام من الخاص .. ولم ينتقم من أسرة بسبب مواقف سياسية.
لكن انظروا للعسكر ومن خلفهم (قحت).. لاحقوا حرم البشير السيدة (وداد) ونقلوها من حراسة الي حراسة .. وفتشوا منزلها صوروها وهي مريضة لا حول لها ولا قوة.. واشاعوا امتلاكها مليارات الدولارات.. وكما هو متوقع لم يجدوا شيئا.
وكما كتبت من قبل ..لم تكن السيدة وداد صاحبة زراع طويلة في السلطة او صوت مسموع عند اتخاذ القرار .. إسوة بسيدة تونس الحديدية (ليلى الطرابلسي) .. ولم تتمدد وتعنون مناسبات ومبادرات باسمها مثل سوزان مبارك. أو هند ديبي..كانت امراه في حالها بعيدة حتى عن نساء الوطني.
زجت قحت بشقيق البشير الشهيد د. عبد الله في السجن .. ولاحقوه في قضية فطيرة غير مكتملة الأركان ظهر الحق عقب رحيله.. تباطأوا في علاجه .. حتى غادر محمولا على أربع .. كما تمنى النائب العام السابق الحبر.
القوا القبض على شقيقه المهندس على البشير .. الان معتقلا دون اتهام ويصارع المرض .. أما والدتهم الحاجة هديه أسلمت الروح .. فمنعوا البشير من التشييع .. في موقف يخلو من الإنسانية والحالة السودانية.
حوكم البشير بتهمة حيازة نقد أجنبي .. وكان فارق السلطة 11 أبريل 2019 وتم الاعلان عن وجود ملايين الدولارات بحوزته 16 أبريل.. فترة كفيلة باخفائها.. قبل نقله إلى كوبر 17أبريل .. وهو الخبر الذي انفردت به صحيفة (آخر لحظة) حينها.
كانت الاموال معلومة الحجم والمصدر (ولي العهد السعودي) ..وبعضها تسلمه عبد الرحيم دقلو .. ولم يجرؤ أي (قحاتي) على سؤاله.
أمس الأول أوردت الزميلة (الصيحة) ضم البشير كمتهم في أحداث العيلفون.. – ان صح الخبر – فهذا يعني أن السلطات بكافة مستوياتها تنوي الاستمرار في تسييس القضايا.. خاصة وأن الخطوة جاءت مباشرة بعد إكمال البشير لعقوبة.
جميعنا مع القانون .. لكن بعدالة ‘ليست الواردة في الشعار الزائف (حرية سلام عدالة).. أن البشير مكانه منزله لا السجن .. كفاية تشفي.
بالطبع لن اتساءل هل تسمعني يا البرهان؟!

اترك رد