إبراهيم عثمان يكتب : هوامش على دفتر الوكسة

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

هوامش على دفتر الوكسة

▪️ يمثل حالة فريدة من اللاإنتماء والإنتماء في ذات الوقت. لا حزب له، لكنه مع كل الأحزاب عدا ما يكره، لا فكر له لكنه مع كل الأفكار إلا ما يعادي .. “حامنديراه” الفكرية دائرتها مكتملة، لا بداية لها ولا نهاية .. إيمانه بلا غد، وعدم إيمانه بلا أمس .. مع أمثاله سيزدهر سوق الخم وستنتشي أحزاب الفكة الخجلة من فكرتها.

▪️ ثقافته السياسية لا تتجاوز “زيوت” المنبرشات، وخزعبلات عبد المنعم سليمان، واهازيج دسيس مان الكولومبية، وتفاهات ماما أميرة وشتارات المسؤولين .. أعياه البحث عن حزب يجمع نثارات فكرته الهلامية إلى أن جاءت “قحت” فعدها حزبه المثالي.

▪ في داخله كوكتيل تناقضات يظن أنها الاتساق في أبهى صوره، يساعده على ذلك نوع من المنطق المرن الذي لا ضابط له إلا المصلحة الآنية، يقبل ويرفض على أساسها.. منطق قواعده تكتبها الحاجة ولمرة واحدة، فإن كرر استخدامه غداً فسيهدم قضية اليوم .. بين أقواله وأفعاله فصام نكد، وكأنه شيوعي يحاضر في مناهضة الإمبريالية .

▪ أناني بشكل فج، ومدعي زهد في ذات الوقت، وصاحب حيل وخطط ومؤامرات لإشباع الأنانية والتعمية عليها، يحاول أن يكون حريفا في ذلك .. وكأنه الحزب الشيوعي عشية محاصصة.

▪ في داخله علمانية قارة وراكزة لم تهددها “عوادي الزمن الديني”، ولم تهزها “زعازع” المنطق اللاهوتي .. مع أمثاله سيطمئن حيدر إبراهيم علي على مستقبل “الإلحاد الشعبي” الذي طالما كتب محذراً من الحكم “الإسلاموي” الذي يهدده.

▪ كان عندما يسمع أحدهم يجيب على سؤال البديل للإنقاذ بقوله : أي بديل ولو كان الشيطان نفسه، تزغرد دواخله ويطمئن على مستقبل التفاهة .. لم لا يفعل وهو يعلم أنها إجابة في الإتجاه الصحيح الذي يوصل إلى معسكره ؟!.

▪تائه جوال يدعي الوسطية، لكنه يبدو كمن يبحث عن مستقر فكري فلا يجده، فيصبح نموذجا للمسخ الفكري؛ مع الجميع إلا من يكره. يتطرف في ذلك إلى درجة تجعل الكراهية هي فكرته .. وكأنه إسلامي “اهتدى” ووجد أن الحق يتقاسمه عفلق وماركس ومحمود وناصر وقرنق.

▪️ الذي يتغدى بمن صنعوا له أطيب فطور، لن يجد حرجاً في أن يتعشى، في الظرف المناسب، بمن حاولوا مراراً تسميم وجباته.

▪️الذي يقيس تحضر أخته بحجم الجزء المكشوف من جسدها، لا تستغرب إذا قاس تقدم بلاده وتحضرها بحجم المكشوف من أسرارها وسيادتها وعِرضها .

▪️”الزول الإيجابي” – بتعبير الناشط محمد حسن البوشي – الذي لا يهمه أخته أين سهرت وما حجم التنازلات التي قدمتها لتمتين العلاقة مع صديقها، بحجة أن (الحاجة دي غريزة وما بتتمنع وممكن تعملها بوراك) الذي يطلق العنان لتعبيره ليحوم المعنى قريباً من ( بموافقتك أفضل من بدونها) لا تستغرب إن كان هذا هو ديدنه – وديدن كل معسكره الذي لا يقول له لا – في النظر إلى كل القضايا، خاصة تلك المتعلقة بشرف الوطن .

▪️ المسلم الذي تقوم فكرته على رفض أي دور للإسلام في الشأن العام بحجة التنوع، لا يمكن أن تكون داخله أمنية بأن يهدي الله كل أطراف التنوع إلى الإسلام حتى ينعم بالشريعة التي حرمه منها حرصه على احترام التنوع! .. بالعكس سيضخم من حجم التنوع، وسيبحث عن حجج أخرى داعمة من شاكلة عدم الصلاحية لعصرنا وغيرها، ولن يخرج من هذه المعمعة وقلبه سليم تجاه الإسلام (بألف لام التعريف) .

▪️ الذي يعلي من أهمية الهوية والثقافة المحلية ويبني معظم مشروعه السياسي عليها، ويتعصب إلى هويته الفرعية شديدة الخصوصية والمحلية، ويجيش أهلها للدفاع عنها بالسلاح في مواجهة أي “تلاقح” ثقافي وهوياتي وطني، ثم يفتح الأبواب مشرعة أمام أي “غزو” غربي يأتي على هذه الخصوصية جملةً ويجتثها من جذورها، الذي يفعل هذا لا يمكن أن يُلام من ينظر إليه كقواد فكري .

▪️ الذي يهرب من تاريخنا الإسلامي إلى الوراء حيث تاريخنا الوثني ليستمد منه الرموز والأيقونات، وإلى الأمام حيث عوالم ما بعد الحداثة ليستمد منها القيم والمعاني التي تناسبه، لا بد أن بداخله مشكلة حقيقية مع الإسلام لا تتمثل فقط في رغبته المعلنة في طرده من المجال العام .

إبراهيم عثمان

اترك رد