إبراهيم عثمان يكتب : لو … !!!

السودان

الخرطوم: الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

لو … !!!

لو أن وضع شركات الجيش في زمن حكومة الإنقاذ كان يختلف عن وضعها في زمن حكومة قحت المعزولة، أي لو أنها كانت تمول ميزانيات حكومات الإنقاذ لا احتياجات الجيش، وأصبحت في زمن قحت تفعل العكس، ولو ظهرت نتيجة هذا التغيير في ثراء مفاجئ للجيش بعد فقر مدقع، وتلبية لكل احتياجاته بعد حرمان، لجاز لقيادات حكومة قحت المحلولة أن يقولوا أن سر فشلهم الكبير -،الذي تبدو أمامه أصعب أيام الإنقاذ كأيام رفاهية – يكمن في شركات الجيش التي غيرت سياستها !!

لو استطاعت حكومة الشيوعيين والجمهوريين المستقلين التي سيشكلها حمدوك أن تكون أكثر “جرأةً” وأقل خجلاً من العلمانية من سابقتها، وأن تكمل ما بدأته السابقة من إباحة الخمور لغير المسلمين، وذلك بإصدار القوانين واللوائح والضوابط التي تنظم صناعة وبيع واستيراد ومواصفات وتعاطي الخمور، فإنها بذلك ستكون قد تجنبت أحد أشكال الفوضى التي قال حمدوك إنها كانت سمة حكوماته السابقة !!

ولو استطاعت حكومة اليساريين المستقلين القادمة أن تعالج آثار فشل حكومات حمدوك الفوضوية السابقة، وأن تعود بالأوضاع فيما يلي السيادة واستقلال القرار، وسعر العملة والأسعار، والأمن والتعليم والصحة والمياه والكهرباء إلى ما يقترب من وضعها في أسوأ فترات الإنقاذ، فسيحق لحمدوك حينها أن يتحدث عن العبور !!

لو أن العلمانيين السودانيين المسلمين كانوا يدافعون عن الأقليات المسلمة في الدول التي تتعرض فيها للمضايقات والانتقاص من حقوقها، حتى لو كان ذلك الدفاع فقط بالأقوال الباردة الباهتة، لربما ساعدهم ذلك في إقناع الناس بأن الانتصار لحقوق الأقليات عندهم مسألة مركزية لا علاقة لها بالتوظيف الأناني، وأن عواطفهم بشأنها تفيض، لأسباب مبدأية، فتكفي الأقليات المسلمة وتتجاوزهم إلى غيرهم بذات الدرجة، وربما ساعدهم هذا في إقناع السودانيين بأن الأقليات
غير المسلمة في السودان مضهدة فعلاً اضهاداً كبيراً تستحق مقاومته أن تشكل عمود مشروع العلمانيين في السودان !!

لو أن حكومة قحت المعزولة كانت قد قدَّمت مثالاً جيداً فيما يخص الاعتقالات، وأسبابها، ومعاملة المعتقلين، وكانت تتجنب قتل المعتقلين بالإهمال الطبي، والسخرية من أبنائهم الجزعين، والشماتة في الموتى بعد موتهم، وتتجنب تطبيق قانون “يبقى بالسجن إلى حين تدبير قضية”، لو أن ذلك كان قد حدث، فربما جاز لخطاب المظلومية على فترة الشهر التي قضاها بعض قادة قحت في السجن أن يكون أكثر مقبولية !!

لو أن حكومة قحت لم تعتبر أن مضاعفة سعر سلعة مهمة كالوقود خمسين ضعفاً خطوة إصلاحية ضرورية، تمني الناس بفوائدها العاجلة والآجلة، لربما جاز لقحت الآن أن تقتبس من خطاب معارضتها القديم للإنقاذ، وأن تُدخِل، الآن أو مستقبلاً، ارتفاع الأسعار ضمن بنود معارضتها للحكومات !!

لو أن سيرة قحت مع العقوبات على السودان لم تتشكل من مطالبات قديمة بفرضها سابقة لوصولها للحكم، ومطالبات جديدة بعد إخراجها منه، يتوسطهما تنزيل العقوبات على الشعب في فترة حكمها عبر رفع الدعم وزيادة الأسعار والرسوم والضرائب، لربما جاز لها اليوم أن تتحدث عن أن بيعها لكل الثوابت لم يكن بالمجان !!

إبراهيم عثمان

تعليقات (0)
أضف تعليق