الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
الصناديق تخون ( ٣- ٣ )
( الانتخابات تخوننا ) .. تقولها أحزاب الفكة نفسها في أثناء دفاعها عن نفسها ومحاولاتها لنفي تهمة فوبيا الصناديق، فالدفاع، بكل تفاصيله، يوصل العبارة مكثفة وأكثر بلاغةً وافصاحاً ، ويقولها أيضاً التاريخ الذي لا يسعفها بدليل مضاد..
(الصناديق تخونهم) .. يقولها الآن حزب الأمة حليف أحزاب الفكة عندما لا يردد ما تردده من شكوك واشتراطات متعسفة بخصوص الانتخابات، على غير عادته في بقية قضايا السجال السياسي التي تتطابق أقواله بشأنها مع أقوال حلفائه، وكان – إلى ما قبل رحيل الإمام وسيطرة يسار حزب الأمة – يقولها صريحةً لا تحتاج إلى بحث بين السطور ( يجب أن نأخذ من مناصب الولاة ما يناسب وزننا ، و”أي كاني ماني” سنطالب بانتخاب الولاة ) !
يقولها تبادل الأدوار الكاشف الفاضح المتمثل في تقمص أحزاب الفكة ، منذ أن حكمت، شخصية المعارض الذي لا يثق في قدرة، أو رغبة، السلطة في إقامة انتخابات حرة نزيهة، بينما المعارضين لايشككون ولا يتعسفون في الشروط رغم تقييد حرية بعضهم، وحظر بعظهم، ورغم علمهم بأن أحزاب الفكة ستفعل ما في وسعها لهندسة الانتخابات وتفصيلها على مقاسها .
تبادل الأدوار الغريب هذا يقول، بأفصح لغة، إن الطرفين يتفقان، رغم التضاد الظاهري، على أن هناك حقائق أساسية بخصوص تفضيلات الشعب في الانتخابات تسعد بها المعارضة، وتشقى بها أحزاب الفكة، ويقول إن هذه الحقائق هي من القوة بحيث لا تعالجها هندسة انتخابات ولا يبطلها تسويف .
( الانتخابات تخوننا ) .. تقولها أحزاب الفكة التي تبشر الشعب بقدرتها على إنجاز كل شئ، وفي كل المجالات، على الوجه الأكمل، أو الذي يقترب من الكمال، وفي أسرع وقت ممكن، ما عدا الانتخابات الحرة النزيهة، فهي لا تعد بقدرتها على إنجازها، إلا في مقابل تفويضها، بواسطة الشعب الواعي، للحكم لمدة طويلة لتتمكن من توعيته قبل إجرائها !
إبراهيم عثمان