الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
تجليات القحطنة وارتحالات الباطل
للقحطنة تجليات كثيرة ومتنوعة، منها الميل التلقائي الغريزي نحو أهل الباطل عموماً، والتضامن مع أهل الباطل شديد الشذوذ، لكن مع التقية والبقاء على مسافة منهم، والتدرج في التعبير عن المواقف حسب الزمان والمكان ، مثلاً لنأخذ الإلحاد والدعارة، :
قبل الوصول إلى السلطة ؛
▪️ كانوا يجارون الأغلبية ويعترفون، ضمنياً وتكتيكياً، بأن الإلحاد والدعارة باطل :
– الاعتراف يظهر في تحميل المسؤولية عنها للخصوم ( الإلحاد عبر الزعم بأن الإنقاذ شوَّهت الدين ودفعت البعض إلى الخروج منه، والدعارة عبر الحديث عن تأثير الظروف الاقتصادية )
– ويظهر أيضاً في وضع مسافة بينهم وبين الباطل . فإذا سألت أحدهم : هل ساقك ما تزعمه من دور للإنقاذ، أو أي من أفراد عائلتك، إلى الإلحاد أو الدعارة ؟ أجاب بما ملخصه : لا .. فنحن لسنا جهلة لنعتقد أن الدين ملك للإنقاذ، والحرة تجوع ولا تأكل بثدييها !
بعد الوصول إلى السلطة :
▪️ بدأوا يسحبون، بتدرج محسوب، اعترافهم الضمني بأنها باطل، وبدأوا الارتحال إلى موقف جديد ( بدرجات متفاوتة حسب درجة شذوذ الباطل ونظرة المجتمع إليه ) :
– وهذا يظهر في الانتقال من التركيز على البحث عن طرف مدان يتحمل المسؤولية إلى التركيز على الحديث عن أهمية كفالة “حرية العقيدة” و”الحريات الشخصية” ، وعدم الحديث عن دور التشجيع على الإلحاد بالسياسات وتعديلات القوانين. ولا بالمسؤولية عن زيادة معدلات الدعارة بالسياسات الاقتصادية القاسية التي ضاعفت المعاناة في ظل توجهات وسياسات جديدة وتعديلات قانونية مساعدة..
– ويظهر في الانتقال من إدانة الخصوم بالتسبب في الإلحاد والدعارة إلى التركيز على إدانتهم بالتضييق على الملحدين، والتعسف في تعريف الدعارة وفي عقوبتها، ويظهر في الرغبة في الاستفادة من السياسات الجديدة بتسويقها للدول الغربية وطلب الثمن .
– ويظهر في عدم تفعيل المادة الخاصة بإزدراء الأديان حتى بعد تخفيف العقوبة مع كثرة حالات الإزدراء وزيادة جرأة الملحدين .
– ويظهر في التقصير التدريجي للمسافة القديمة، فقد استغرق الأمر وقتاً، حتى تجرأ الملحد ثروت سوار الذهب على بث مقطع له مع زميله وصديقتهما الثملة ترتمي في أحضانهما، ويتحدثان عن عملهما من أجل اصلاح المجتمع السوداني، وقد استغرق الأمر ثلاث سنوات ليتم والتطبيع مع الملحدين والمثليين والعاهرات وإنهاء عزلتهم وتقديمهم ليقودوا التظاهرات في الخارج ( حتى الآن النرويج ولندن ) .
إبراهيم عثمان