الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
سنصدِّقهم .. في هذه الحالة
▪️ لو كان التاريخ قد سجَّل فوزاً كاسحاً لليسار، أو نصف أو ربع أو حتى عُشْر فوز في انتخابات حرة نزيهة.
▪️ أو كان قد سجَّل خسارة كاملة أو جزئية ثبت أن سببها التزوير ..
▪️ ولو لم يسجِّل الواقعة المشحونة حد التخمة بالدلالات، حين تحوَّلت أكبر حيلة ابتدعها اليسار لمعالجة مشكلته مع الجماهير ( دوائر الخريجين) إلى أكبر هدية إلى خصمه الأول (الإسلاميين) .
▪️ ولو لم تكن واحدة من أهم دلالات هذه الواقعة هي الحقيقة شديدة الإيلام لليسار التي تقول : إذا كان خصوم اليسار من الإسلاميين، والأحزاب التقليدية، يصرعونه عادةً في الدوائر الجغرافية وقد يجد القليل ، فإن الإسلاميين قد صرعوه بالكامل، ومعه كل الأحزاب، عندما يبتدع حيلةً لمعالجة عقدته ..
▪️ ولو لم يكن فرق الثقة في النفس وفي الجماهيرية هو الذي صنع الاختلاف بين موقف الإسلاميين الذين ظلوا يطالبون بالانتخابات في ظل حكم اليسار، وموقف اليساريين الذين كانوا يقاطعونها أيام حكم الإسلاميين، وأصبحوا يترددون ويشككون حتى عندما كنت السلطة لهم بالكامل، وزاد التشكيك بعد فقدها جزئياً ..
▪️ ولو لم تكن هناك أدلة كثيرة على أن اليسار يسعى، هذه المرة، إضافة إلى منع الإسلاميين من المشاركة، إلى حيل لا تخونه بالكامل ، ولا تفاجئه بأقل مما يريد، وتعالج مشكلته مع الأحزاب التقليدية ..
لو كان ذلك كذلك لجاز تصديق ما يعلنه اليسار من أن مخاوف التزوير وحدها هي التي تصنع موقفه المتوجس من الانتخابات ..
إبراهيم عثمان