الخرطوم : الرآية نيوز
د. امل البيلي تكتب :
عبدالرحيم محمد حسين .. الرجل الأمة !!
الفريق أول ركن مهندس مستشارعبدالرحيم محمد حسين صنع له الإعلام صورة مغايرة تماما عن حقيقته .عرفته من على البعد منذ وطأت قدماي أرض السودان للإلتحاق بالجامعة في بواكير الإنقاذ رجل متواضع ورع يصوم الإثنين والخميس يلقاك هاشا باشا مهما عظم أوصغر شأنك. والتقيته مرة أخرى عام 2015عندما قدم الخرطوم واليا ، فكان هو هو بذات البشر وذات الترحاب وذات التواضع.
والحق يقال كنت متأثرة بتلك الصورة الذهنية التى رسمت عنه ،فأشفقت عليه وعلى الخرطوم في آن واحد خاصة وأنه جاء إليها بعد اثنين من أميز القيادات التنفيذية الذين عرفتهم البلاد د.عبدالحليم المتعافي صانع نهضة الخرطوم الحديثة، وخلفه وصنوه د.عبدالرحمن الخضر صاحب الهمة العالية والرؤية الثاقبة القيادي الفذ والسياسي النابه.
ولكنني وجدت قائدا متفردا وحكيما ذو بصيرة وضع بصمات واضحة كفيلة بأن تجعل منه أحد عظماء السودان ولن يختلف معي على ذلك أحد إن استطعنا أن نتخلى عن الأحكام المسبقة وأن نحكم على الرجل بنزاهة وحيادية.
كيف لا وقد جاء للخرطوم وفق رؤية استراتيجية واضحة المعالم فكانت أولى سياساته هو وقف بيع الأراضي والبحث عن موارد جديدة وكان معظم المراقبين يراهن على عدم صمود هذا القرار لشهرين إلا أن الفريق كذب كل التكهنات وصمدت سياسته هذه حتى آخر عهده واستكمل تأسيس جهاز للتحصيل الموحد وتنمية الموارد أصبح نموذجا يحتذى لكل الولايات لتحقيق الشفافية ومكافحة الفساد وتنمية وتطوير موارد مستدامة دونما مساس بحقوق الاجيال القادمة.
ثاني سياسات الفريق عبدالرحيم كانت التحول من الإعتماد على المياه الجوفية إلى مياه الأنهار للإستفادة من حصة السودان في المياه وترك المياه الجوفية احتياطي استراتيجي في عهد أطلق عليه قرن حرب المياه ، وهذه لعمري سياسة ناضجة تنبئ عن فهم عميق لأبعاد الأمن القومي وتأثيراته على حياة الأفراد والجماعات .وضرورة إدماج هذه المفاهيم في السياسات العامة للبلاد.
أما الثالثة فهي سياسة التحول إلى البناء الرأسي وبناء قاعدة تشريعية وتنظيمية راسخة تؤسس لنهضة عمرانية قادمة للخرطوم تمكن من تحويل المخطط الهيكلي العمراني إلى واقع وتحيل الخرطوم إلى مصاف العواصم الحديثة .ولا غرو فالرجل مهندس مستشار تزدحم سيرته بسجل حافل من الإبداعات في كل موقع حل فيه ترك إرثا ذاخرا ينفع الناس ويمكث في الأرض .
لعله من أميز سمات عهد الفريق عبدالرحيم هو إرساء دعائم المؤسسية فقد بذل جهدا دؤوبا لتعزيز المؤسسية ،لا يتخطى أو يتدخل أوينازع أحدا في اختصاص ، يتيح لمعاونيه حرية العمل ولكن حينما يحتاج الأمر تجده داعما ومساندا مما وفر بيئة داعمة ومحفزة على الإبداع والابتكار .