يوسف أحمد عبد الجبار يكتب : ما بعد اتفاقية جوبا للسلام

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

يوسف أحمد عبد الجبار يكتب :

ما بعد اتفاقية جوبا للسلام

بعد ان وقّعت الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية اتفاقية جوبا  للسلام  مع الحكومة الانتقالية ، في الثالث من أكتوبر 2020، بدأت تنتشر عمليات استقطاب واسعة وسط فئات الشباب، للانضمام إلى حركات مسلحة .وذلك  لإغرائهم بمنحهم رتباً عسكرية، بهدف زيادة عدد أفراد تلك الحركات لكي تستطيع أن تحقق مكاسب في الترتيبات الأمنية المنوط بها تكوين جيش  موحد .

لان ملف الترتيبات الأمنية يعاني خللين جسيمين، الأول عدم تحديد عدد قوات الحركات التي وقّعت على الاتفاقية، والثاني عدم تحديد مواقع تجميع القوات. وبسبب هذين الخللين، ظهر بيع الرتب العسكرية والحشد والتجنيد، من أجل زيادة أعداد قوات بعض الحركات، وهذا أمر مخلّ بالأمن، ويِحدث اضطراب في البلد، فضلاً عن أنه يقنّن البطالة، مما سيؤثر في عملية الترتيبات الأمنية، حينما تبدأ عمليات التجميع، أن غالبية أفراد تلك القوات لا علاقة لهم بالعمل العسكري، وأن ما يحدث هو مجرد بحث عن مكاسب ومصالح، وقد ترفض تلك الحركات إبعاد هؤلاء الأفراد الغير مؤهلين عسكرياً، ما يضع مسألة الترتيبات الأمنية أمراً في غاية الصعوبة.

إن النزاع في السودان وتوقيع الاتفاقيات ليس شيئاً جديداً ، فقد شهدنا عدة اتفاقيات كانت لها أثر تحولي علي الحياة في السودان ؛ تميزت هذه الاتفاقية  بتفصيلها لحل المشكلة وإتاحة فرصة لسلام دائم بالبلاد . وعالجت هذه الاتفاقية الاخيرة قضايا السلطة والثروة ومشكلات مناطق ذات خصوصية في السودان كجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.

مع ذلك يجب ان تتم عملية نزع الأسلحة من أيدي أعضاء الجماعات المسلحة، وإخراج المقاتلين من مجموعاتهم ومساعدتهم على إعادة الاندماج كمدنيين في المجتمع، ودعم المقاتلين المرتبطين بالجماعات المسلحة، لكي يتمكنوا من أن يصبحوا مشاركين نشطين في عملية السلام. كمسارٍ بديل، فإن السماح لبعض المقاتلين بالدمج  في الخدمات النظامية الرسمية للدولة يسمح بأن يتم تنظيم الوضع ويضمن وجود صلة وثيقة بين نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع الأمني .

فهذه الاتفاقية ضرورية لمستقبل السودان في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقد تضمنت الكثير من الحلول لمشكلات السودان في مجالات السلطة والثروة ومشكلات المناطق المهمشة ومناطق الصراع؛ كما انها وضعت اساساً لرؤية جديدة في مجال القوة العسكرية في السودان واتت بالترتيبات الأمنية يجب علينا الا نعيق هذا المشروع العظيم لأنه يساعد في عملية السلام وإيقاف الحرب ويعمل على إعادة توجيه إمكانيات البلاد القتالية لحماية الثغور ومواجهة القوي الخارجية الطامعة في أراضي الدولة ومواردها.
 

ما بعد اتفاقية جوبا للسلاميوسف أحمد عبد الجبار
تعليقات (0)
أضف تعليق