الخرطوم : الرآية نيوز
يوسف أحمد عبد الجبار يكتب :
الدعم السريع ومشروع السودان الجديد
في جلسة الحادي عشر من يناير في العام 2017م أجاز البرلمان السوداني قانون قوات الدعم السريع المثيرة للجدل، وهو قانون يجعل من تلك القوات تابعة للجيش السوداني بعد أن كانت تتبع لجهاز الأمن والمخابرات.
وصادق البرلمان على القانون المقدم من مجلس الوزراء بإجماع نوابه وحضر الاقتراع وزير الدفاع عوض بن عوف، في ذلك الوقت ونص القانون الذي أجيز على أن تلك القوات تتبع للقوات المسلحة وتأتمر بأمر القائد الأعلى.
ونص القانون على أن قوات الدعم السريع قوات عسكرية قومية التكوين، تهدف لإعلاء قيم الولاء لله ثم الوطن، وتقوم بدعم ومعاونة القوات المسلحة والقوات النظامية.
أضيفت إليها مهمة الحد من الهجرة غير الشرعية على الحدود السودانية الليبية.
بعد ذلك بداء مسار صعود قائدها إلى مقدمة المشهد السياسي في السودان إذ جاء من خارج المؤسسة العسكرية؛
ويعد أحد العناصر الأساسية التي أطاحت بالرئيس السابق البشير، الذي كان قد قربه منه ودعمه وأضفى اليه الشرعية على القوات التي كان يقودها،
ولا يخفى على كل سوداني الخلفية التاريخية لهذه القوات أو لقائدها. وقد حان وقت توحيد الجيش السوداني والقضاء على القوات الموازية لأنه أمر حتمي لاستقرار وتماسك البلاد ووضع أسس محكمة لبناء جيش ذو عقيدة وطنية تقوم على ترسيخ فكرة دولة المواطنة عبر تطبيق معايير تراعي حجم السكان والتنوع العرقي والجغرافي والوضع الاقتصادي، مع وضع جدول مرحلي للدمج لكيلا تكون حجر عثرة يواجه كل مبادرات السلام، ويجب ان لا يكون هناك تراخي حول مسألة دمج القوات بما فيها قوات الجبهة الثورية، او تجنب القوى السياسية الخوض والحديث في إمكانية ذلك.
يأتي ضرورة دمج المجموعات المسلحة السودانية داخل جيش موحد كيلا يضعف الدولة المدنية في المستقبل وكخطوة رئيسية في مسار الانتقال السياسي في البلاد.
يجب أن تعلو المصلحة الوطنية فوق كل الطموحات الشخصية والجمعية والفئوية، والحزبية ويجب أن نجعلها مصلحة عليا فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى، ويجب أن ينطلق هذا الموقف باتجاه الفعل الصحيح وفق حسابات دقيقة.