رصد : الرآية نيوز
حوار : وجدان طلحة
◼️ بعد كل ما ذكرت هل أنت مع إسقاط الحكومة؟
نحن نعرف أن الحكومة لا تسقط بالمظاهرات، الحكومة تسقط دستورياً أو بالقوة، أما المظاهرات فهي تعبير عن موقف، ونحن يمكن أن نخرج في مظاهرات، ونعبر عن التضييق على معاش الناس، وغير ذلك، وينبغي أن نخرج ونعبر عن مواقفنا، لكن هذا لن يسقط الحكومة، ولن يكون هدفنا إسقاط الحكومة، شرعيتها ليست من برلمان أو استفتاء، هم أخذوا الشرعية من العساكر، ذهبوا إليهم في القيادة العامة، وطلبوا منهم أن يعينوهم، والآن اختلفوا معهم، والعساكر أخذوا جزءاً من الشرعية، للأسف القيادة تضع اعتبارات كثيرة للرأي العام الخارجي والتدخلات الخارجية؛ لذلك إذا كان المكون العسكري استرجع جزءاً من الشرعية أو أخذها كلها، ليس مستغرباً لأنه في النهاية ممكن يعمل انقلاباً، هم جاءوا إلى السلطة بانقلاب اللجنة الأمنية، وليس مظاهرات، بعد ذلك تصرفت في السلطة، وبشرعية الانقلاب عينت حكومة حمدوك.
◼️ إذن أنتم الآن ضد الانقلاب؟
نحن لا نؤمن بالانقلاب، لأنه ليس مفيداً للسودان في هذه المرحلة، ولدينا اعتراض على الانقلاب الأول والثاني كذلك، لأنه سيزيد الساحة انقساماً وتشرذماً، والسودان لا يمكن أن يعبر هذه المرحلة إلا بقدر واسع من الوفاق الوطني، وليس الإجماع، لأنه مستحيل، لا بد من احترام الحكومة لأنها عبرت عن هذا الوفاق الواسع، البلد في فوضى، ولا بد من رؤية إصلاحية وأن نقبل بعضنا بعضاً .
◼️ إذا لم يتم التوافق ما الذي يمكن أن يحدث؟
سيحدث نزاع، والذي يحكم في ظل الفوضى هي القوة المادية، والأحزاب الصغيرة، ليس لها القوة، الجيش، والدعم السريع، والقوة السياسية للحركات المسلحة، والاتجاه الإسلامي إذا قرر، وإذا أصبحت معركة وقوة مادية، تعلمون أن لدينا (500) ألف شخص كانوا تحت السلاح في الدفاع الشعبي، وإذا أصبحت تُحسم بالحرب من القوة المادية لدينا نصيب، لكن نحن نعلم أن استخدام القوة المادية سيدمر، ولا نرغب أن نقود البلاد إلى هذا الطريق، ونفضل أن نكون في السجون بدلاً من أن نقود البلاد إلى تعانف يمزقها، ونحن لا نصارع من أجل السلطة، لكن سنعمل على استعادة ثقة الشعب بنا، وهذا لا يتم إلا عبر الانتخابات، وليس لدينا شك أنه بعد هذه السنين المريرة أن الشعب سيعيد ولاءه لنا، وهنا اتحدث عن التيار الإسلامي وليس الحزب.
◼️ ما الذي يجعلكم مطمئنين بأنكم ستنالون رضاء الشعب؟
أي إنسان عاقل سيقارن بين حال وحال، إلا مكابر، وهو لا يختار بين الملائكة والشياطين، سيختار بين شخص فاضل وآخر أفضل منه، أو شخص سيئ وآخر أسوأ منه، أي أن الاختيار مما هو متاح وعقلاء الشعب السوداني الذين لا يعلمون بنظرية الكراهية والبغض يعلمون الفرق بين إنجاز وإنجاز، وأخلاق وأخلاق، ولا نحتاج أن نذكر الناس، ومن حسن حظنا بعث الله لنا خصوماً كشفوا عن فضائل كثيرة عندنا، كان الناس قد غفلوا عنها.
◼️ مثل ماذا؟
الحرية التي أتحناها للناس، وقالوا إننا استبداديون، هل متاحة الآن، غالبية القضايا التي كانت حكومة السودان طرفاً فيها خسرتها وكسبها الطرف الآخر، ومعاش الناس، ولا أريد أن أقول أن قطعة الخبز كانت بكم؛ لأن شرح الواضح فاضح، هكذا يقول العرب، فالأمر أن نستدل عليه بالدلائل، وبيننا الصندوق.
◼️ البعض يقول إنكم تميلون إلى العساكر وهذا يجعلكم في صراع مدني عسكري؟
يعني يصبح العساكر هم الحكومة، إذن لماذا تركنا العساكر حكموا في السابق، لماذا غيرناهم بحكومة منتخبة، هذا كلام مجاني، نحن ضد الحكم العسكري، لأنه حكم إمرة وتراتبية، وليس حكم ديمقراطية، لكننا لسنا ضد العساكر ولا الجيش، العساكر هم مواطنون سودانيون، وإذا استقال العسكري يمكن أن ينزل انتخابات كمدني، هل العساكر هم المستبدون؟ أشهر المستبدون في العالم العربي ليسوا عساكر.. نحن ضد الديكتاتورية من مدني أو عسكري، والادعاء بأننا مع العساكر جملة هذا خطأ وسابقاً ذكرت في وسائل إعلام أننا لن نرشح عسكرياً في الانتخابات القادمة.
◼️ لكن الرئيس السابق عمر البشير تم ترشيحه للرئاسة؟
صحيح، حصل ما حصل بعد ذلك، ودعوة الناس لترشيحه، وهو في ذلك الوقت لم يكن عسكرياً بل مدنياً، ولم نكن نريده أن يترشح لأنه أطال المكوث، وهذا الأمر تترتب عليه مشاكل كثيرة للبلاد، واتضح ذلك، أما القول بأننا مع المكون العسكري الآن يتناقض مع حقيقة أنه قام بانقلاب ضدنا، ألا تكون مثل الذي يسئ إليك ويهينك، بالنسبة لنا أن قحت بعساكرها ومدنيها، كلها قحت، وهذا العهد يتحمل مسئوليته العساكر والمدنيون معاً، لأنهم كانوا شركاء في السلطة، ولا يمكن أن يأتي أحد منهم (يتملص) من المسئولية، من ظن أن لدينا محبة للمكون العسكري يكون أخطأ خطأ أبعد به النجعة عن الصواب.
◼️ أحاديث كثيرة حول أن المؤسسات الاقتصادية العسكرية هي ملك لكم، وهي التي تجمعكم بالعساكر؟
هذا كلام سطحي، القادة العسكريون والضباط ليست لهم إرادة شخصية، منتظرين شخص يوجههم؟، أم أن الصواب أن تياراً واسعاً في المؤسسة العسكرية لديهم توجهات إسلامية، وبالمقابل تيار واسع في المؤسسة المدنية لديهم توجهات إسلامية، ما الذي يجعل القصة مختلفة، هم ليست مشكلتهم معنا كتنظيم، نحن منعنا بقانون الجيش أي عسكري يكون لديه تنظيم، إلا التنظيم العسكري، ونحن لم نحتاج أن نعمل تنظيماً موازياً، الجيش وولاؤه للدولة، لماذا نعمل (كوم للجيش)، نحن مطمئنون للمؤسسات الأمنية، وكذلك المؤسسات المدنية إذا أعطيت الحرية ستختار الخيار الإسلامي، يكفي أن شعارها كان إسلامياً، والآن تم تغييره (الوطن والله) وهي عبارة فضفاضة ليس لها معنى، وللأسف كتبت لاسترضاء جهات خارجية، وهي لا تعبر عن المؤسسة العسكرية التي ولاؤها الحقيقي لله، والوطن هو من مخلوقات الله.
◼️ بعد أحداث 25 أكتوبر الماضي التي اتخذها رئيس مجلس السيادة اعتُقلت بعض قيادة قحت، وفيما بعد تم الافراج عنهم بتحركات حمدوك، ماذا عن المعتقلين السياسيين من حزبكم البعض يقول أنكم عجزتم عن تحقيق العدالة لهم؟
هل نحن قاضٍ أو نائب حتى نحقق لهم العدالة؟ من يرى هذا يقول خذوا سلاحكم، وانزعوهم من السجون، وهذه الطريقة الوحيدة المتاحة لنا، وقررنا أن هذه الطريقة غير مناسبة، سنستكمل كل الطرق الدستورية والقانونية الصحيحة لاستخراجهم من السجون، إذا وصلنا إلى مرحلة اليأس تماماً، وأن هذا استبعاد واستضعاف سنخرج عليهم بالجهاد، لكن لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن بالمرحلة أو حال البلاد، لكن إذا تحول الأمر إلى اضطهاد واستعباد سيدخل الإنسان إلى النار بنص القرآن، نحن أمة عزيزة لا تقبل هذه الأشياء، لكننا سنصبر على البلاء، وإذا بلغ السيل الزُبى عند ذلك لكل حادثة حديث .
◼️ البعض يقول أنكم ضحيتم بهم وتركتموهم بالسجون؟
هذا كلام مطلق، إذا أردت أن تتهم شخصاً بجريمة لا بد أن تحدد المجرم، نحن أدخلناهم السجون أو أرجعناهم بعد أن أفرج عنهم النائب العام؟ هذا لا يستحق الرد.
◼️ كيف تنظر لاستقالة حمدوك؟
أفضل خطاب لحمدوك هو خطاب الاستقالة، وأفضل جزء الذي ذكر فيه الاستقالة .
◼️ تقصد أنه لم ينجز شيئاً منذ توليه المنصب؟
الإنجازات التي ذكرها في خطابه قام بها آخرون، وكانوا يعملون معنا، أنا كنت سأذهب مع وفد لأمريكا في أبريل لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، صحيح (الجماعة ديل ناسهم وأصهارهم وأحباؤهم) ورفعوها، لكن هذا ليس فضلاً لهم، الفضل للجهة التي رفعته، والبنك الدولي دفع للسودان (70) مليون دولار للتعليم، الجماعة ديل يقولوا خُطب للذين لا يعلمون شيئاً، الإنجازات الحقيقية هي معاش الناس وأمنهم واستقامتهم على قيمهم ودينهم، وحمدوك أحرز صفراً كبيراً في هذه الأشياء، وهذا ليس رأيي، هذا رأي الجميع، ومن يقول غير ذلك يريد الفوضى الأخلاقية التي نشاهدها الآن.
◼️ حزب الأمة قال إن استقالة حمدوك تسبب كارثة بالداخل والخارج؟
أرى وجوده كان سيسبب كارثة، وسنرى إذا كانت كارثة ذهابه أكبر من وجوده، أم العكس.
◼️ استقال حمدوك، من سيكون البديل في تقديرك؟
لا نتحدث عن أشخاص، بل سلوك شخص يجمع الناس ولا يفرقهم، ويهتم بأولويات المرحلة وليس أولويات حزبهم، والذهاب إلى صندوق الانتخابات، وسنساند من يساعد على هذه الأشياء، لا يهمنا عنوانه واسمه .
◼️ رشح في مواقع التواصل الاجتماعي، ربما يلجأ البرهان لاختيار رئيس وزراء من الإسلاميين القدامى، تعليقك؟
(دا وهم ساي) لن يحدث لأن هناك تدخلات كثيفة ومعلنة في اختيار رئيس الوزراء، وليس في واردها أن يأتي إسلامي، حتى لو كان من الحركات المسلحة ولا حتى جبريل إبراهيم، ونحن ليس لدينا شرط أن يأتي إسلامي للمرحلة الانتقالية، نريد شخصاً منصفاً حتى لو كان علمانياً، علمانيته يحتفظ بها لنفسه لما بعد الانتخابات، الآن هو يرعى مرحلة انتقالية، وعليه ألا يتحيز لحزب سياسي أو كيان سياسي، لكن إذا تم تعيين شخص سينحاز لحزبه، ويراعي مصالح وخصومات حزبه فسنعارضه.
◼️ قلت إنه لن يتم القبول بجبريل إبراهيم لمنصب رئيس الوزراء، لماذا؟
لأنه إسلامي، وليس لسبب آخر، هل هذا سر أن هناك قوة خارجية تعمل (فيتو) على من يأتي ومن يذهب .
◼️ ما هي هذه القوة؟
في أمور المعلومات لا أحب أن أذهب للتحليلات، وفي الأمور الواضحة لا أحب أن أشرحها، وإن شرحتها يكون هذا استغباء للناس، الجهات التي تتدخل في شأن السودان بوضوح وصراحة، ولا يخفى على أحد أن يلاحظها، الجمهور واعٍ وذكي، ويعرف من يتدخل، هي تتدخل ببيانات ومقابلات رسمية، وهذا ليس سراً.
◼️ بعض تلك الجهات كانت لكم علاقة طيبة معها؟
وحتى في المستقبل ستكون لنا علاقة طيبة معها، نحن لا نعاديها، فرق بين أن أنشئ علاقة معها، وأن تستعبدني، ستظل علاقتي طيبة مع الجميع، لكن لن أسمح لهذه العلاقة أن تتحول إلى علاقة عبد وسيد .
.
السوداني