رصد : الرآية نيوز
الطريق الثالث
بكري المدني يكتب :
التطبيع مع الموت -!
أسوأ مراحل الأحداث الجارية هو حالة التطبيع التى بدأت تتشكل تجاه الموت قتلا في المواكب فلقد أصبح الشهداء مجرد أرقام عند البعض يمرون عليها مثل درجات الطقس او إرتفاع سعر العملات بغير كثير من الإهتمام!
على الضفة الأخرى آخرين يزرفون دموع التماسيح ويتصنعون النواح الكذوب وفي الآخر الشهداء أيضا عندهم مجرد أرقام تضاف الى رصيد مواقفهم السياسية !
سبقت دارفور وكردفان الخرطوم وبقية مناطق السودان على التطبيع مع الموت حتى بات موت العشرات دفعة واحدة ولسبب تافه شيء عادي فالقتل في بلادنا (أسهل من إلقاء تحية )!
كم هي رخيصة الدماء عندنا والأرواح هوان -والأغرب أننا أمة تتمثل الأخلاق وشعب متدين بالفطرة يعرف كل فرد فيه ان قتل مسلم أهون عند الله من هدم الكعبة حجرا -حجرا !
ما قيمة الأخلاق والتدين ان كان سلب الأرواح يتم بهذه البساطة؟!
ان هذه الأرواح المسافرة سوف تصيبنا جميعا باللعنة -القاتل والساكت والشامت والباكي بدمع كذوب-!
لن تنبت لنا هذى الدماء (قمحا وودعا وتمني)ولكنها سوف تسقي شجر الزقوم وكلنا سوف نحصد الثمار المرة –
لن يكون هناك منتصر بهذه الأثمان الفادحة والأثقال الباهظة وان كسب الموقف وأخرج الآخر من المشهد
ما دام ان هناك قتل مستمر فإن أي جدل آخر لا يفيد فمع الموت تسقط مطالب الحياة
المطلب الأول والاوحد اليوم يجب أن يكون إيقاف القتل والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة
ان اي دعوة غير ايقاف القتل وتطبيق العدالة اليوم فتنة والعاقل من كف يده ومسك لسانه فليس من بعد حرمة الدماء حرمة وليس اكبر من ازهاق الأرواح كلفة
على الطريق الثالث
اللهم إنا نبرأ إليك من الدماء ومن القاتل ومن التاجر ومن النائح الشؤم -اللهم فأشهد