إبراهيم عثمان يكتب : سواقة ما بعد السقوط

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

سواقة ما بعد السقوط

من الواضح أن الأستاذ راشد عبد القادر أحد المكلفين، أو المتبرعين، بانتاج الخطاب الدعائي القحتي، وفي فترة ما بعد السقوط أصبحت الرسائل الرئيسية لهذا الخطاب، فيما يلي الاقتصاد، تتمثل في :-
– الإيحاء بأن حكومة قحت لم تكن تنوي الاستمرار في سياسة رفع الدعم، وأن الإستمرار فيها هو قرار يخص وزير المالية.
– الترويج لفكرة أن سبب الاستمرار في سياسة رفع الدعم الدعم هو قلة/انعدام الموارد الخارجية نتيجةً لقرارات أكتوبر ..
– تصوير زيادة الكهرباء وكأنها جريمة كبرى لم تتورط قحت في مثلها، أو في أضعافها ، والقطع بأن د. جبريل إبراهيم ، ومن معه، يستحقون ( المحاكمة والشنق ) بسبب ما يزعمه الأستاذ راشد من تسبب قرارات أكتوبر في إيقاف تدفق الدعم الغربي ..
– الترويج لفكرة أن المطالبة بالصبر والتحمل تكون ( فى البرامج الوطنية) لا ( الأطماع والمغامرات الخاصة ) كما يقول الأستاذ راشد ..

▪️ هذه كانت أهم الرسائل التي ظل الأستاذ راشد يبثها بطرق مختلفة في منشوراته ومقالاته في تكرار “جوبلزي” واضح . وقد كتب المقال الأخير في انتقاد د. جبريل باللهجة العامية ربما أملاً في وصول رسائله إلى أكبر عدد من القراء المراد سواقتهم ..
▪️ لم يستطع أن يتحدث عن موارد ذاتية تمكنت حكومة قحت من توفيرها، بل ركز فقط على الموارد الخارجية، وأوحى للقراء بأنها كانت كبيرة وأنها كانت ستجنبنا الاستمرار في سياسة رفع الدعم، لا سيما عن الكهرباء !
▪️ لن نفصِّل هنا في الثمن الذي دفعته البلد من سيادتها واستقلال قرارها وثوابتها الوطنية والدينية مقابل الدعم الغربي القليل، فهذه لا تهم الأستاذ راشد ولا بقية الرفاق .
▪️ تناسى الأستاذ راشد بأن منع الموارد الخارجية كان، ولا زال، سياسة رسمية معتمدة ومعلنة عند فصائل قحت كلما كانت خارج السلطة، فإذا كان د. جبريل، ومن معه، يستحقون الإعدام بزعم تضييعهم، عرضاً، لموارد خارجية، فماذا يستحق من يقومون بهذا قصداً وبنية الإضرار بالاقتصاد ؟
▪️ حكومة قحت نفسها استخدمت حجة قلة الموارد لحرمان المواطنين من الدعم، والأستاذ راشد لم يهاجم قحت، ولم يتحدث عن تضييعها للموارد التي كانت تدعم هذه السلع .
▪️ الموارد الغربية التي يتحسر على فقدانها لم ينتج عنها إيقاف سياسة رفع الدعم في عهد قحت، وكانت الحكومة تعلن أنها ستستمر في خطوات رفع الدعم .
▪️ قلة الموارد ليست حجة جديدة يقول بها د. جبريل للمرة الأولى كما يوحي المقال، فقد تحدث عنها كثيراً في أثناء حكم قحت ، وبرر بها زيادات أكبر، وسلِم من انتقادات راشد ومن مطالبته بإعدامه، والمؤكد الذي يمكن الجزم به أن الأستاذ راشد ما كان ليكتب حرفاً واحداً في انتقاد د. جبريل لو أن الزيادات الأخيرة في الكهرباء – وبذات التبرير، أي قلة الموارد – قد حدثت في عهد قحت .
▪️واضح أن الأستاذ راشد كان يكتب مقاله وذهنه مشغول بمعالجة التناقض بين مواقفه الحالية والقديمة، ولهذا جاء حديثه عن أن المطالبة بالصبر والتحمل تكون ( فى البرامج الوطنية) لا ( الأطماع والمغامرات الخاصة ) ! وكأن قحت كانت صاحبة برنامج وطني ومبرأة من الأطماع الخاصة !
▪️ المعلوم من السياسة بالضرورة أن برنامج قحت كان مشروع تبعية بإمتياز سياسياً وثقافياً واقتصادياً، ولم يكن مشروعاً وطنياً في أي من أساسياته أو تفاصيله، ولهذا لم يعد لديها ما تسوق به الناس سوى التحسر على ضياع ثمن التبعية .
▪️ أما بالنسبة للمطامع الخاصة، فقد أصرت قحت في فترة حكمها، ولا زالت تصر، على جعل الفترة الانتقالية في كل تفاصيلها، مشروع مطامع قحتية خاصة مكشوفة ومعترَف بها مسبقاً بواسطة خالد سلك وغيره، ويُراد التغطية عليها عبر الفهلوة والسواقة التي يتجند لها راشد ورفاقه .

لا شك أن ضعف موقف قحت عامةً، وفي الجانب الاقتصادي خاصةً، هو ما جعل كاتباً يساري الهوى وموهوباً كالأستاذ راشد ينحدر إلى هذا المستوى من السواقة الضعيفة التي لن تقنع إلا من لا يحتاجون إليها أصلاً من الأغبياء أو المتغابين .

تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمانالخرطومالسودانسواقة ما بعد السقوطمقالات
تعليقات (0)
أضف تعليق