الخرطوم : الرآية نيوز
بعد الغروب
بدرالدين حسين علي يكتب :
الكيل بمكيالين..!!
من غرائب تعاطي الغرب مع دول العالم الثالث بث شعور عام بالتعاطف مع قضايا الفقر والمرض والكوارث والصراعات في هذه الدول ظاهرا، الا انها باطنا تستثمر كل هذه القضايا، وتستخدمها لصالح اجندتها في كل دولة من دول هذا العالم، وهو تناقض واضح لدول تحدث العالم عن الديمقراطية وقيمها، من حرية وعدل ومساواة، الا انها تمارس الدكتاتورية، والظلم، والجور.
وحينما يذهب كولن باول في مقاله الشهير (لا بلد يترك متخلفا عن الركب) في مجلة نيوز ويك، فانه يجعل امريكا في مقام فرعون الذى يريد للعالم ان يري من خلال الرؤية الامريكية والا حاق به الدمار والعزل.
وافريقيا التي يحدث البنك الدولي عنها في موشرات الفقر يجعل ٦٠٪ من فقراء العالم هم سكان افريقيا، وان العام ٢٠٣٠ ستصل نسبة الفقر في افريقيا ٩٠٪ من نسبة فقراء العالم، ودول الغرب تتنافس حول موارد افريقيا، وترهن مساعداتها الانسانية بالمشروطية السياسية، وتمعن في تغذية الصراعات وايقاف كل جهود التنمية من خلال الاصلاحات الهيكلية التي يفرضها صندوق النقد والبنك الدوليين، في بيئة اقتصادية لا تقوي علي ذلك، وهو يسند قراءة البنك الدولي، والذي يدرك تماما كيف سيصل بالفقر في افريقيا خلال اعوام ثمانية الي هذا المستوي الهائل من نسبة الفقر العالمية.
السودان الذي لم يكن جزئ منفصل عن الواقع الافريقى، ولم تكن ثورته التي تفنن الغرب في صناعتها تحت خطة (الفوضي الخلاقة) بمعزل عن السلوك الغربي الذي عجز طيلة ثلاثون عاما مضت قبل الثورة من ادخال نظام الخرطوم نادي الطاعة الدولية، فوجدت كل الدول الغربية ضآلتها في ثورة فتحت بلادها علي مصراعيها لسفراء هذه الدول لحشر انوفهم في ما يتعلق بسيادة البلاد، بل وإدارة شانها وهي تمتطي الشق المدني في السلطة الانتقالية وتقدق عليه المال المسموم، وتمرر عبرهم كل ما تريد.
لذا فان خرجت دول الترويكا منتقدة الاجراءات القانونية ضد اعضاء لجنة ازالة التمكين وصنفتها في خانة الاعتقال السياسي فان هذا لم يصدر عن جهل منها، ولكنها تعمل علي لي عنق الحقيقة، في ذات الوقت الذي تتجاوز عن معتقلين تعسفيا ما بين كوبر والهدي لا يمثلون الا الاسلام الذي تخافه امريكا وصويحباتها، وستكون غدا مرغمة للتعامل معه.