الخرطوم : الرآية نيوز
بعد الغروب
بدرالدين حسين علي يكتب :
البحث عن الحل الاماراتى..!!
مع بزوغ شمس الربيع العربي في الشرق الأوسط، برزت الامارات كاحد الفاعلين الاكثر تاثيرا في دول الربيع العربي، منطلقة من سياسة العداء المعلنة للاخوان المسلمين، حيث تطابقت رؤية الامارات وامريكا واسرائيل، في ان هنالك صعود كبير لهذا التيار عبر الديمقراطية للحكم في دول الربيع العربي.
وحتي لا يتنامى هذا الصعود، ويجعل التنظيم العالمي للاخوان المسلمين حسب الروية الاماراتية، ومن خلفها امريكا، هو المسيطر والموجه للانظمة الحاكمة في الشرق الأوسط، فقد بدا المشروع الاماراتي لمحاصرة هذا المد، والذى بدأ بدعوة الامارات لتصنيف جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية، ثم تبعت ذلك بسلسلة من الإجراءات العملية في محاربة صعود الجماعة في ليبيا، وسوريا ومصر وفلسطين وتونس، وقد حققت نجاحا منقطع النظير، وان كانت قد استخدمت جماعات ارهابية كجبهة النصرة في سوريا لمحاربة صعود الاخوان، وهو ما يشير الي التناقض في المواقف للوصول الي الغايات النهائية.
ومع التخطيط لصناعة ثورة السودان كانت الامارات هي الدولة الاكثر حضورا في المشهد السوداني، لدرجة ان خرج سفير الامارات في السودان متبجحا بانه ودولته كانوا وراء صناعة ودعم الثورة السودانية، ولان حيثيات حديث الرجل هي الاقرب للصواب لم تجد اي مقاومة من شقي شراكة الفترة الانتقالية.
ولعل من الواضح ان دولة الامارات هي الاكثر امساكا( بريموت) المشهد السياسي السوداني، وما يعزز هذه الفرضية جملة الزيارات التي قطعها كل من البرهان وحميدتي للامارات، ومن الجانب المدني سلك والدقير والاصم ومريم الصادق وياسر عرمان، ومن الملفت ان ياسر عرمان وقادة الحركات الموقعة علي سلام جوبا كانت ابو ظبي هي محطتهم قبل الوصول الي الخرطوم، وحتي الامام الصادق عليه رحمة الله، كانت الامارات محطة علاجه بالرغم من انها غير مشهود لها بجودة العلاج، ولم يسمع يوما بانها محطة لطالبى العلاج بالخارج.
قبل ايام قلائل حل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني ضيفا علي محمد بن زايد في زيارة وصفت ظاهريا انها بحثت العلاقات الثنائية، واليوم تناولت وسائل الإعلام عن دعوة وجهت لرئيس مجلس السيادة، وهذه دعوة قد تفتح مجالا واسعا للتكهنات خاصة في ظل زيارة لم تتجاوز الاسبوع لنائب رئيس مجلس السيادة، ليكون السؤال الاكثر موضوعية ماذا تريد الامارات من هذه الزيارة؟ وماذ تريد ان تفعل في هذه المرحلة؟
يبدو ان الامارات كفرت بالشق المدني في السودان، وهي تركز الان مع الشق العسكري، مهتدية بتجربتها مع مصر، فهل تنتج ذات النظام في السودان؟ ولكن بمن البرهان ام حميدتي..!!