الخرطوم : الرآية نيوز
د.أمين حسن عمر يكتب :
حرب الأفيال في وطن النمال
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر اليوم الخميس بدء عملية عسكرية في أوكرانيا حيث سمع دوي انفجارات قوية في عدد من مدن البلاد، بينما تحدثت كييف عن غزو واسع يجري حاليا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن الأحكام العرفية في كل أنحاء البلاد
برر الرئيس الروسي بوتين العمليات العسكرية الواسعة بإنه يريد الدفاع عن المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وقد سُمعت أصوات سلسلة من الانفجارات في العاصمة كييف حيث أطلقت صفارات الإنذار بحدوث قصف.كما سُمع دوي انفجارات في (كراماتورسك) المدينة الواقعة في شرق البلاد وتعد مقر قيادة للجيش الأوكراني، وفي( خاركوف) ثاني مدينة في البلاد و(أوديسا) على البحر الأسود. كما دوت انفجارات في( لفيف) في غرب أوكرانيا.
وتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن بدء غزو واسع من قبل روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان (إن هذه العملية تهدف إلى تدمير الدولة الأوكرانية والاستيلاء على أراضيها بالقوة وفرض احتلال)
و أعلنت أوكرانيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني وإلغاء الرحلات الجوية من المطارات في المدن الكبرى في جنوب روسيا، القريبة من أوكرانيا.
بيد أن الجيش الروسي أكد أنه يستهدف فقط المواقع العسكرية الأوكرانية (بأسلحة عالية الدقة). وهذا ما اعترف به الرئيس الأوكراني على ما يبدو بتأكيده أن روسيا نفذت ضربات ضد بنى تحتية عسكرية وحرس الحدود الأوكرانيين.
وقد أعلن الجيش الروسي أنه دمّر أنظمة الدفاع المضادة للطائرات ووضع القواعد الجوية الأوكرانية خارج الخدمة.
وفسر سفير روسيا لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا العمليات العسكرية بقوله ان بلاده تستهدف (الطغمة الحاكمة في كييف).
و أكدت أوكرانيا من جهةأخرى أنها أسقطت خمس طائرات روسية ومروحية تابعة للجيش الروسي. وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني (اسقطت خمس طائرات ومروحية واحدة تابعة للمعتدي).
ولا عجب فقد أثار قرار الرئيس الروسي على الفور موجة من الإدانات الدولية. وأدان الرئيس الأميركي جو بايدن “الهجوم غير المبرر”( سماه هجوما ولم يسمه غزوا) لكنه وعد ( بأن العالم سوف يحاسب روسيا)
وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) (يانس ستولتنبرغ) “الهجوم المتهور وغير المبرر وسماه هو الآخر هجوما وليس غزوا.
في الأمم المتحدة طلبت أوكرانيا من روسيا إنهاء الحرب فيما أدانت فرنسا ازدراء روسيا للأمم المتحدة. وندد المستشار الألماني أولاف شولتس من جانبه ب”الانتهاك الفاضح” للقانون الدولي (سماه إنتهاكا) فيما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون (دير لايين) بمحاسبة موسكو.
وأعلن بوتين فجر اليوم في بيان بثه التلفزيون (اتخذت قرارا بعملية عسكرية خاصة) من دون أن يحدد حجم هذا التدخل. وقال الرئيس الروسي “سنبذل أقصى جهودنا لنزع السلاح وإزالة الطابع النازي” واعدا (باقتياد الذين ارتكبوا العديد من الجرائم والمسؤولين عن إراقة دماء مدنيين بمن فيهم مواطنون روس، إلى المحاكم).
وأكد بوتين (ليس من بين خططنا احتلال أراضٍ أوكرانية ولا ننوي فرض أي شيء بالقوة على أحد”، داعياً الجنود الأوكرانيين إلى “إلقاء أسلحتهم).
وتوجه إلى (الذين سيحاولون التدخل معنا) قائلا (يجب أن يعلموا أن رد روسيا سيكون فوريًا وسيؤدي إلى عواقب لم تعرفها من قبل)
وقبل ساعات قليلة أعلن الكرملين أن قادة الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا قدطلبوا مساعدة فلاديمير بوتين لصد العدوان الأوكراني.
وكان الرئيس الروسي اعترف الاثنين باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، ثم حصل في اليوم التالي من مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي على الضوء الأخضر لنشر قوات.
وكانت أوكرانيا قد حشدت نحو أربعين ألف من جنودها الاحتياط الأربعاء وفرضت حالة الطوارئ وأعلنت أنها كانت هدفًا لهجوم إلكتروني جديد “ضخم” يستهدف المواقع الرسمية.
وقالت الولايات المتحدة أنها سوف تطرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الخميس يدين روسيا لحربها في أوكرانيا. من جهة أخرى، سيجتمع قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في قمةطارئة مساء اليوم الخميس فأزمة أوكرانيا تثير مخاوفا من نزاع سيكون الأخطر في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمي الثانية في 1945.
والآن إنزاح ضباب كثيف عنما تريده روسيا من عمليات سياسية عسكرية متدرجة منسقة تهدف إلى أزاحة السلطات الأوكرانية الموالية للغرب وللحلف الأطلسى من خلال توهين قدرة الحكم وإضعافه تجاه المتمردين في شرق البلاد والمعارضة المناوئة له في سائر أوكرانيا.
وكذلك من خلال التكلفة الباهظة على البلاد من استمرار التيار المناوىء لروسيا يتقوى التيار الموالي لها والمتمردون في الشرق. وروسيا ترجح سقوط حكومة زيلينسكي وأجراء إنتخابات بعد فترة انتقالية يفوز بها الموالون لها بعد معرفة الجميع شل إستراتيجية الإعتماد على الغرب .
فهي ترى أن الغرب قد صنع ما يسمي الثورة البرتقالية وتحت هتافاتها الهستيرية صنع تغييرا يواليه ويستهدف العلاقة الخاصة بين روسيا و أوكرانيا( علاقة الأثنية و الكنيسة الواحدة والتاريخ المشترك).
والمرجح عندي أن بوتين لن يغزو أوكرانيا غزوا شاملا بل سوف( يحررها) بعمليات عسكرية دون التدخلالشامل (من الطغمة الحاكمة) كما( يزعم) مثلما حرر بوش العراق من (الطغمة الحاكمة) لحزب البعث العراقي. وسوف يقال لأمريكا (كما تدين تدان) وأما من يدفع الثمن دائما فهم المستضعفون الأبرياء… أنها حرب الأفيال في أوطان النمال الذي يحطمه مرة بوش وجنوده وتارة بوتين وجنوده… فما من وطن لضعيف واهن العزم ذليل.
[…] د.أمين حسن عمر يكتب : حرب الأفيال في وطن النمال […]