د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (12)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

الكيزان من نحن (12)

سؤال الحاءات الثلاث ..التمييز بين الدعوى والسياسى

والحركة الإسلامية على صعيد التنظيم ملزمة بموجب دستورها بالعمل من خلال الحزب الذي أنشأته . ولا يجوز لأي مؤسسة من مؤسسات الحزب أو فرد من أفراده أن يعطي ولاءه لأي حزب آخر. فلا يجوز لأعضاء الحركة الإسلامية موالاة حزب المؤتمر الشعبي أو حزب الأخوان المسلمين مثلاً . ولا حتى حزب منبر السلام العادل الذي تحول مؤخراً من جماعة ضغط إلى حزب سياسي يسعى لمنافسة المؤتمر الوطني وبخاصة على جمهوره من الإسلاميين خاصة. ثانياً مثلما يتوقع من الحزب أن يكون ناشطاً وفاعلاً أكثر على الصعيد السياسي دون إغفال الأصعدة الاجتماعية والثقافية والفكرية. فان ميدان العمل الرئيس للحركة الإسلامية على صعيد التنظيم هو العمل الاجتماعي والدعوي والفكري والثقافي. وواجبها الرئيس هو تفعيل النشاط في هذه المجالات سواءً من خلال عضويتها في المؤتمر الوطني (نسبتها حوالى 12%). وكذلك من خلال نشاطها المباشر أو عبر منابرها ومنظماتها الاجتماعية والطوعية ومراكز البحث التابعة لها ومنظمات العمل الثقافي التي تقودها. وكانت أصوات الإسلاميين غالباً ما ترتفع بالاحتجاج عن أن المؤتمر الوطني لا يولي إهتماماً كافياً بالعمل الاجتماعي الطوعي، ولا بالنشاط الفكري الثقافي . وأنه تحول إلى حزب غرضه الرئيس هو الفوز الإنتخابي. كما أن هؤلاء يقولون أن غالب قيادات الحركة الإسلامية وبسبب تسارع مجريات العمل السياسي قد انصرفت من مجالات العمل الإجتماعي والفكري إلى العمل السياسي الذي لا يتيح فرصاً حقيقية لنشاط ثقافي أو فكري أو تحرك إجتماعي في مجالات الدعوة والعمل الطوعي. وأن مركز نشاط الحركة الإسلامية أصبح سياسياً حتى كادت تتحول إلى حزب سياسي مثل سائر الأحزاب السياسية التقليدية. ومطالب الإسلاميين في مواجهة هذا الواقع هي أولاً : علانية وظهور الحركة الإسلامية في موازاة المؤتمر الوطني . فطالما أن الحركة لا تعمل في ذات الصعيد السياسي الذي يعمل فيه المؤتمر الوطني فإن اختفاءها النسبي يضر بها ضرراً بليغاً . إذ يحجب قياداتها عن الجماهير التي يرجي ان تقودها . كما أنه يجعلها وكأنها تابعة لحزب سياسي تبقى أسيره في أفكارها واطروحاتها لضرورات ذلك الحزب الآنية والسياسية الطابع. ولتأكيد استقلالية الحركة الإسلامية بوصفها تنظيماً دعوياً ثقافياً واجتماعياً يرى كثير من الإسلاميين ضرورة الفصل بين قيادات الحركة الإسلامية وقيادات الحزب . وذلك بتفريغ القيادات الحركية للعمل الدعوي والاجتماعي والفكري . وأن تكون العلاقة التي تصلهم بالحزب هي الموالاة السياسية وتنسيق النشاط في المجالات التي يعملان بها سوياً . يسوق هؤلاء أمثلة لفكرتهم عندما يتحدثون عن وجود الطريقة الختمية إلى جانب الحزب الاتحادي الديمقراطي وإلى وجود هيئة شؤون الانصار إلى جانب حزب الأمة . ويسوقون أمثلة من تجارب العالم العربي الجديدة في مصر مثل وجود الجماعة إلى جانب حزب الحرية والعدالة. وكذلك الوضع مع حزب العدالة والتنمية في المغرب حيث يؤكد على الاستقلالية التامة للحركة الإسلامية وللمنظمات التابعة لها عن الحزب السياسي إلى درجة اعتراض بعض تلك التنظيميات مثل التنظيم الشبابي أحياناً على سياسات مقبولة من الحزب الذي يوالونه. والبعض يُذكر بتجربة وجود التنظيم إلى جانب وجود جبهة الميثاق الإسلامي في ستينات القرن الماضي . وان كان غالب الأخوان يقرنون الفشل لا النجاح إلى تلك التجربة. فهل كانت تجربة منح الولاء حزب واحدة غير ناجحة إجابتي التي ربما يختلف عليها هي نعم ولابد من مراجعة لهذا الموقف في مستقبل الأيام.

د.أمين حسن عمر
من كتاب الحركة الاسلامية السودانية….سؤالات وإجابات

د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (11)

الرآية نيوزالكيزاند.أمين حسن عمر
تعليقات (1)
أضف تعليق