الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
المسخ
لا هو انقلاب فيحسِم، ولا هو تصحيح فيعدِّل ويحسِّن،، ولا هو مفارقة بدعوى/ بسبب الاختلاف على مبادئ فيؤمل الناس في منافسة تقوم على تقديم كل طرف ما يثبت أنه الأكثر وفاءً لها .. هو، كما يبدو للمراقب من على البعد، كسائر شأننا منذ دخولنا في زمن القحط : خليطٌ من الفوضى والهرجلة والضبابية واللايقين واللاحسم على الجبهتين، الباقية في الحكم والمبعدة، خليطٌ يرى الخارج بألا إمكانية لتحويله إلى “فوضى خلاقة” إلا باجتماع طرفيه، والطرفان يؤمِّنان، صراحةً وضمناً، على هذا الحل العبقري على اختلاف بينهما في الشروط وفي أسلوب التعبير عن القبول ..
المبعدون يرددون : لا تفاوض لا شراكة، وكل تطوافهم على السفارات من أجل مزيد من الضغط للشروع في التفاوض واستعادة الشراكة، مع الخروج بربح إضافي يتمثل في تحسين وضعهم في الشراكة المستأنفة، وفي تمديد جديد لأجل الانتقال، وبالتالي تمكين أكثر عمقاً، وإبعاد إضافي شبح الانتخابات، والباقون في السلطة كانوا يقولون إن إجراءاتهم التصحيحية كانت، إلى ما قبل تجميد الجزء الأساسي منها، تهدف إلى معالجة الفشل والإقصاء، والآن يتصرفون كما لو أنها كانت مجرد طلاق رجعي اتخذوا قراره بعجلة، في لحطة تهور، وبحسابات خاطئة لموازين القوى بينهم وولاة أمر الزوجة، ولذلك ينتظرون تدخلات الأجاويد للتراجع عنه، ويقدمون دليل حسن النية، وإجراءات استعادة الثقة بالعدول عن تشكيل الحكومة الجديدة وبقية المؤسسات، لتنحصر كل شكواهم في تعنت الزوجة وولاة أمرها في شروط العودة .
إبراهيم عثمان