د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (17)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

الكيزان من نحن (17)

الحركة الاسلامية وسؤال الهوية

أحد الأسئلة المهمة التي تطرح حول الحركة الإسلامية الإسلاميون السودانيون وطنيون قوميون إسلاميون هو سؤال الهوية أى سؤال الانتماء. ولاشك أن عنوان فالوطنية و الأنتماء لوطن معلوم لا يمنع الأنتماء لقومية أوسع أفريقية المكان عربية و أفريقية الأعراق و الأنتماء القوم لايحوؤول من الأنتماء الأخوية الإسلامية عبر العالم فنحن قوم نؤمن بتعدد وتكامل الهويات والأنتماءات و واقع الحركة الإسلامية نفسه يجيب عن سؤال الهوية. فهي حركة إسلامية سودانية. والبعض يفضل أن يقول أنها الحركة الإسلامية – السودان. أي الحركة الإسلامية بأمتدادها على التراب السوداني. وهذا وصف إفتراضي يفترض أن هنالك حركة إسلامية على مستوى العالم الإسلامي . وأن جزءاً منها يوجد في السودان. ولاشك أن هذا الوصف لا يعدو الأماني إلى الواقع المعاش. فلا يوجد ما يسمى بالحركة الإسلامية المنظمة على مستوى العالم الإسلامي. وربما من المتعذر في ظروف الحياة الراهنة أن يوجد تنظيم موحد للحركة الإسلامية في أى وقت منظور. إذاً فنحن نتحدث عن حركة إسلامية نشأت ووجدت في السودان . فهي حركة سودانية المنشأ تأثرت بكل الظروف والأوضاع السائدة في السودان. وعنوان الحركة يحمل اشارتين أولهما إلى الإسلام والثانية إلى السودان. وصفة الإسلامية لا تعني أنها حركة إيدولوجية. فالأيدولوجيا تعني اعتناق الحركة لمنظومة أفكار منهجية تهدي نظمها وسياساتها وبرامجها لأنها يُزعم لها صفة العلمية التي لا تحتمل الخطأ . وهذا على الأقل تعريف الأيدولوجيات السائدة في العالم.
أما مذهبية الحركة الإسلامية فهي ليست أيدولوجية . لأنها وإن استندت إلى الأصول الإسلامية وهدفت لتحقيق المباديء والمقاصد الإسلامية فأنها لا تزعم أمتلاك دليل فكرى جاهز لا يحتمل الخطأ أو النقصان . بل أن مذهبها أصولي اجتهادي. فالأصول ثوابت تتمسك بها الحركة وتهتدي بها وفق القواعد والضوابط التي أستقر القبول بها وسط جمهور المسلمين . وأما اجتهاد الحركة أي محاولتها لاستنباط حلول لمشكلات المتغيرات المعاصرة فهي تحتمل الخطأ والصواب مثلها وأى اجتهاد أنساني- وهي مفتوحة للمراجعة متى ما تبين وجه الصواب من المسألة قيد النظر بظهور معلومات جديدة أوبمراجعةٍ للفهم عن النصوص الهادية لإجتهاد المجتهدين. فالحركة الإسلامية ليست حركة أيدولوجية مثل الحركات الماركسية أو الفاشية أو حركات اليمين الجديد بل هي أقرب إلى كونها حركة اجتماعية فكرية . تستقي من ذات مشارب الفكر والثقافة التي يستقي منها المجتمع الذي تعمل في أوساطه . وتسعى إلى النهوض به إلى مراقى النماء والتقدم.

د.أمين حسن عمر
كتاب الحركة الاسلامية..سؤالات
د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (16)

الحركة الاسلاميةالحركة الاسلامية وسؤال الهويةالكيزان من نحن (17)د.أمين حسن عمر
تعليقات (1)
أضف تعليق