الخرطوم : الرآية نيوز
من المنتظر أن يبدأ رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان زيارة الي المملكة العربية السعودية الاربعاء في زيارة رسمية تمتد ليوم واحد يلتقي خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يناقش خلالها القضايا الثنائية و أمن البحر الاحمر، الي جانب بعض الملفات الساخنة وفي مقدمتها الأزمة السياسية بين الفرقاء السودانيين، ودعم التسوية السياسية، ودعم السودان لتجاوز الوضع الاقتصادي الراهن، وتدفق الاستثمارات السعودية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وحرب اليمن .
وتباينت اراء الخبراء الاقتصادون والدبلوماسيون واامحللون السياسيون، بشان زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان المرتقبة الي السعودية، والتى وصفوها بالمهمة لمناقشة ملفات ساخنة تهم البلدين في مقدمتها أمن البحر الأحمر والحرب باليمن وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في السودان، الي جانب بحث كافة القضايا التي تهم البلدين في ظل المتغيرات العالمية والغزو الروسي لاوكرانيا، وتداعياته علي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلدين، وإمكانية تشجيع وتسهيل تدفق رؤوس الأموال السعودية والصناديق السيادية للاستثمار في السودان، وتقديم الدعم لمنع حدوث انهيار اقتصادي بالبلاد، واستجلاء موقف السعودية من المبادرة الإماراتية لحل أزمة السودان السياسية، وموقف السودان من إنشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر.
استكمال حوار الامارات
ويري السفير الدكتور جمال محمد ابراهيم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأسبق، أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلي السعودية ، ستناقش ملفات ساخنة من خلال حوار شفاف في مقدمتها ما بدأ من حوار بالامارات خلال زيارة البرهان إلي أبوظبي والتى ناقشت الأزمة السودانية وفرص التسوية ، وقد يستكمل الحوار في الرياض للتوصل إلى حل للمشكة، فمازال هنالك وقت الي (خذ وهات) وفرصة للحوار والوصول إلى حل سياسي وتابع:(خلونا نتفاءل بجهود السعودية لدعم مساعي التسوية السياسية، خاصة وأن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي له نفوذ كبير ومن الشخصيات المؤثرة في حل القضايا الإقليمية ويمكن أن يلعب دورا مهما في حل الأزمة السودانية واستكمال حوار الامارات.. فكل حركة فيها بركة).
ملفات ساخنة
وأشار السفير الدكتور جمال محمد ابراهيم، الي أن الزيارة ستبحث ملفات ساخنة أخري كحرب اليمن وسحب قوات الدعم السريع أو تقليل تواجدها، وقضية أمن البحر الأحمر والحديث عن إقامة قاعدة روسية في البحر الأحمر والذي لن تقبله الرياض لكونه يهدد الأمن القومي السعودي، الي جانب الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها ).
استبعاد تقديم الدعم
واستبعد السفير جمال، أن تقدم السعودية الدعم للسودان، أو تدفق رؤوس الأموال السعودية والصناديق السيادية للاستثمار في السودان في هذه المرحلة، وقال إن الدعم والاستثمار تحركه امريكا وهنالك موقف واضح بتعليق المساعدات إلي السودان منذ انقلاب الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، وبالتالي الأولوية الآن لحل المشاكل السياسية وبعد الاتفاق على حل يمكن أن يأتي الدعم والاستثمار في السودان، وحتي إذا ناقشت الزيارة الدعم والاستثمار السعودي في السودان سيكون حديث دون أفعال فهذا يتم بقرارات من الدول العظمى، والمجتمع الدولي الآن مشغول بما يجري في اوكرانيا وليست السودان).
دعم المبادرة الإماراتية
وفي السياق ذاته عضد الدكتور صلاح الدومة المحلل السياسي، من القول بأن زيادة البرهان المرتقبة الي السعودية ستركز علي دعم المبادرة الإماراتية لإيجاد حل للازمة السودانية، فالامارات اقترحت تسليم السلطة للمدنيين بعيين دكتور عبدالله حمدوك رئيس لمجلس السيادة ويختار رئيس الوزراء لتشكيل حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية وأبعاد المكون العسكري من المشهد السياسي، وحصر دوره في مجلس الأمن والدفاع الوطني ، وهذه المبادرة الإماراتية يعصب تحقيقها، خاصة وأن حمدوك اشترط موافقة لجان المقاومة علي عودته ، ولكن لجان المقاومة رفضت ذلك .
واضاف الدومة : لذلك ليست متفائل بالوصول إلى تسوية سياسية تخرج العسكر من المشهد السياسي .
غرفة إنعاش
ولم يستبعد دكتور صلاح الدومة أن تقدم السعودية دعما للسودان، لتجاوز الأوضاع الاقتصادية المتدهورة بالسودان، ولكنه استبعد تدفق رؤوس الأموال السعودية والصناديق السيادية للاستثمار في السودان ومضي الي القول: نحن في غرفة إنعاش ولن يحدث استثمار في هذا الوضع الراهن).
تقاسم البرهان وحميدتي للملفات
وفي السياق نفسه يري عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث والخبير الاقتصادي، ان تقاسم البرهان وحميدتى لملف العلاقات الخارجية بجولات مكوكية، لم تخرج من اطار الاطراف التى دعمت انقلاب 25 اكتوبر ، وبعد اكثر من اربعة اشهر يؤكد عزلة سلطة الانقلاب ، ومحدودية مساحة حركتها الخارجية مع استحكام عزلتها الداخلية واستمرار وتصاعد واتساع قاعدة معارضتها الشعبية، حيث تاتى الزيارة الي السعودية عقب عودته من الامارات ، التى سبقتها زيارة حميدتى لروسيا ، وبذات تشكيل الوفد المرافق .
واضاف: ازمة سلطة الانقلاب السياسية ببعدها الاقتصادى، اعمق من ان تحل بالرهان على الخارج ، وفى اطار ضيق ، وله أولوياته التى فرضها الغزو الروسى لاوكرانيا ، وتاثيراتها الانية والمستقبلية، ومن جانب اخر ما فرزته عزلة السلطة الانقلابية الداخلية وتصاعد مقاومتها الشعبية ،من عدم يقين لدى تلك الاطراف فى مستقبل النظام .
الأثر الاقتصادي للزيارة
وحول الأثر الاقتصادي للزيارة وهل لهذه الجولات اثر اقتصادى يري عادل خلف الله، أنه سؤال ملحاح تطرحه ازمة السلطة الانقلابية ، فبقاء حميدتى ومرافقيه فى روسيا لعدة ايام ، وحفنة القمح التى اعلن عنها ، وتوجه بالبرهان بعد ذلك الى السعودية بعد الامارات ،تؤشر فيما تؤشر بلاجدوى لتلك الجولات سيما وان الحرية والتغيير قد اكدت مرارا لرئيس البعثة الاممية ، ولوفد الانحاد الافريقى ، ولسفراء العديد من الدول الذين التقت بهم لجنة علاقاتها الخارجية ، ان شعب السودان غير مسئول عن اى اتفاقات تلتزم بها سلطة الانقلاب ولن يتحمل تبعاتها ، كدرس مستفاد مما تحمله السودان وشعبه من سلوك ونهج نظام الانقاذ ، سيما وان سلطة الانقلاب وفى محنتها ، ليس لديها ما تفعله او تقدمه للخارج سوى التفريط فى سيادة البلاد وامنها ومقدراتها ، ومضي الي القول: (تقف تصريحات حميدتى، حول القاعدة الروسية، فى مؤتمر صحفى بعد عودته من روسيا ، دليل على ذلك ، مع تاكيدنا على ان سلطة الانقلاب ضمن عجزها ،تعجز عن توفير اجواء ومطلوبات جذب استثمار جدى وحقيقى ) .
تقرير: ST