الخرطوم : الرآية نيوز
حسين خوجلي يكتب :
استنطاق
من فنون العمل الصحفي الخفيف الظل والعميق المدى في قلوب القراء (فن الاستنطاق للصورة) وقد برعت صحيفة ألوان في هذا الفن الصحفي بلقطة نادرة التي كانت تتوسط الصفحة الأخيرة في الصحيفة.
فقد كنت شخصيا مولعا باللقطات ذات السمات والتقاسيم والمناسبة، ومما كان يكمل ذكاء هذه المادة التعليق الذي يفسر الصورة ومناسبتها.
ويذكر قراء ألوان تعليقات كثيرة اشتهرت وسارت بين الركبان ودخلت مخيلة وخواطر أهل الصحافة من قراء وكتاب ومتابعين. ومن الجدير أن يذكر أن أحد الناشرين اتصل بي لنشر كتالوج يجمع كل هذه الصور بتعليقاتها خاصة في زمان أصبحت المطالعة فيه خطفاً ولحظات.
وقد عاودني الحنين بهذا الباب عندما أرسل لي أحد الأصدقاء لقطة الرئيس الفرنسي ماكرون قد أمسك رأسه بيديه حائراً بعد المهاتفة المطولة المهيبة مع بوتين وجحافله تجتاح أوكرانيا فأوحت لي الصورة بالاستنطاق التالي:
( اسمع يا ماكرون.. اشتري نفطنا أو غازنا أو تقاطعه فإن هذا لا يهم، فمالك عندك وطاقتنا بأرضنا، ولكن اذا فكرت للحظة واحدة أن تعتدي على روسيا أصالةً أو إنابةً فإننا قد اعددنا كلمة سر ما بين الجيش والشعب. سيان عندنا أن تهزم روسيا أو تمحى من على الخارطة بالسلاح النووي، لكن قسماً عظماً بالعقيدة الأورثوذوكسية إنك إن هممت بذلك أنت وسيدك الأمريكي بايدن، فأعلم أن أوروبا العجوز وأمريكا سوف تلقون خالقكم وأنتم أكوام من الفحم أو الرماد)
وأغلق الهاتف في وجهه وكانت هذه اللقطة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.