الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
اختبار كشف القطيع
قد يظن بعض الناس أن “السواقة بالخلا” تعني فقط تفاصيل الدعاية القحتية المكثفة التي جعلت القحاتي يعيش، في أيام حكم قحت، في عالمين منفصلين : واقعي يجسد الفشل في أشد صوره، وافتراضي يحلق به في فضاءات الإنجازات الأسطورية والتأسيس والعبور، هذه السواقة كانت تفصيل في مشروع السواقة الكبير، كانت تفصيل غرضه ردم الهوة الكبيرة بين العالمين، وكانت السواقة كبيرة ومتنوعة الأشكال لأن الهوة بينهما كانت كبيرة ..
مشروع السواقة الكبير كان أعمق وأكبر من هذا بكثير، ولكي نتعرف إلى بعض ملامحه، فلنسأل من التزموا بالجداول “الثورية” لواجهة “تجم” بعض الأسئلة :
١/ هل خرجت بطوعك، أو حرضوك، ضد الإنقاذ باستخدام الأشياء التالية لأنها كانت على رأس اعتراضاتك على الإنقاذ :
– رفضها للعلمانية .
– رفضها لدفع التعويضات نيابة عن تنظيم القاعدة وحكومة أفغانستان .
– رفضها للتطبيع .
– رفضها للبعثات الأممية، وسعيها لإخراج البعثة المحدودة من دارفور .
– رفضها للتدخلات الخارجية وتعاظم أدوار السفارات .
– رفضها لروشتة البنك الدولي القاسية .
٢/ هل بنيت حماسك لسياسات النظام على قيامها أساساً على مناقضة هذا الرفض الإنقاذي ؟
٣/ هل تخلو قائمة ثوابتك ومبادئك مما يمكن أن يمسه إلغاء الرفض الإنقاذي، والمضي بعيداً في القبول والمسايرة، بل والحماس الشديد للسياسات المعاكسة ؟
٤/ هل كنت على استعداد مسبق، أو هل حدثوك ولو تلميحاً، بأن سياستهم الاقتصادية ستقوم بالكامل على رفع العبء عن الحكومة، وتحميله للمواطنين؟
٥/ هل كان في قلب تفكيرك، أو على هامشه، أو هل سمعت من “تجم” أو “قحت”، قبل السلطة، ما يشير ولو من بعيد إلى أن في سياسات الإنقاذ الاقتصادية مراعاة زائدة للمواطنين ؟
٦/ هل جعلك هذا تتحمس للسياسات الاقتصادية للنظام الجديد التي تتهم الإنقاذ صراحةً بتدليل الشعب على حساب عافية الإقتصاد، كما لمَّح أو صرَّح أكثر من مسؤول، ؟
٧/ هل منحت قحت التفويض الثوري لأن مبادئك تسمح لها أن تتبنى من السياسات الجذرية ما لم يكن موضوعاً لتحريضك، وتعتبرها جائزتك أو مشروعك الملهم الذي يجعلك تصبر على زيادة المعاناة التي كانت اختياراً لها وليس فقط مجرد عَرَض للفشل ؟
٨/ هل أنت غاضب الآن لأنك تشعر بأن هذه ( السياسات الجديدة/ جائزتك/ مشروعك الملهم )، أو بعضها أصبحت مهددة بعد إسقاط حرَّاسها المؤتمنين ؟
٩/ هل توافق على عودتهم الآن، مرةً أخرى، لتحريضك بالاعتماد على المعاناة المعيشية كموضوع تحريض رئيسي، وتبدي استعدادك للخروج معهم، وتقديم التضحيات، إذا لزم، من أجل عودتهم ؟
▪️إذا كانت إجاباتك كلها بنعم، فأطمئن فأنت لست من القطيع، أنت قحاتي صميم، وتعرف أهدافك الحقيقية، أنت في الحقيقة من قادة القطيع .
▪️ إذا توزعت إجاباتك بين نعم ولا، وأجبت على السؤالين الأخيرين بنعم فأنت أحد أفراد قطيع قحت المثالي .
إبراهيم عثمان