رصد : الرآية نيوز
الطريق الثالث
بكري المدني يكتب :
نقطة العودة ؟!
مع تعقيدات الوضع الاقتصادى والتدهور الكبير في المعاش والخدمات وانفلات الأمن بالتوازي انقسم الناس الى عدة فرق كل فريق ينادى بالعودة الى نقطة تاريخية محددة لإصلاح الأحوال
فريق يعتبر إن إجراءات 25 اكتوبر هي السبب المباشر في التدهور الجاري وأن الإصلاح يكون بعودة الأوضاع الى ما قبل هذا التاريخ بإعتيار دستورية الأجسام الحاكمة وقتها وفق الوثيقة الدستورية وبمعنى آخر عودة قوى الحرية والتغيير/المجلس المركزي للمشهد وهذا الفريق نفسه ينقسم الى فرق بعضها يريد عودة الشراكة كما كانت مع المكون العسكري الحالي وبعضها ما يشترط تمثيل آخر للعسكر ومنهم من يريدها مدينة خالصة لقوى الحرية والتغيير سواء بالحكم الصريح أو حق تشكيل الحكومة المدنية
هناك فريق يتصدره الحزب الشيوعي ويرى عودة الأوضاع الى 11ابريل 2019- أي تاريخ سقوط حكم البشير على أن يترك تشكيل حكومة الفترة الإنتقالية وتحديد مدتها ومهامها للقوى الثورية والتى هي في تعريف الشيوعي الحزب نفسه وبعض لافتاته المكونة من بعض لجان المقاومة وأحد (تجمعي المهنيين)إضافة الى أجسام أخرى لا يعرفها إلا الشيوعي مع التعويل الكبير بإنضمام حركتي الحلو وعبدالواحد لهذ التحالف الثوري الذي ينعقد له حصريا حق تشكيل حكومة ما بعد سقوط الإنقاذ !
فريق آخر بلغ به اليأس من التغيير ونتائجه الكارثية درجة المناداة بعودة البشير و(الكيزان)للحكم وهذا صوت أصبح يرتفع بشكل ملحوظ الآونة الأخيرة ومتزايد بشكل يومي بمقارنات صحيحة ومؤلمة ما بين أمس البشير وحاضر الثورة والمفارقة أن بعض أصحاب هذا الصوت ثوار صريحيين من الشباب الذين شاركوا كفاحا فى التغيير الذي أدى لسقوط البشير وحكمه !
ثمة فريق يرى الحل في عسكري مغامر يقلب الطاولة على الجميع في وقت واحد ويلبس الأرض كاكي وهو بالمناسبة ليس فريقا صغيرا ان لم يكن الأكبر بين الفرق الداعية لتغيير الراهن !
في رأي ان النقطة الصحيحة للعودة هى تاريخ 11 ابريل فعلا ولكن ليس على طريقة الحزب الشيوعي والذي ساهم في تشكيل ما بعدها بقبول الشراكة نظريا وعمليا وان اجتهد في تلوين موقفه والعودة لهذا التاريخ هي في تقديري سابقة للقاء الكارثي بين الفريق عبدالفتاح البرهان والسيد ابراهيم الشيخ في ميدان الإعتصام والتى أسست للشراكة المستمرة حتى اليوم ولو بنسخ مختلفة !
ان العودة لتاريخ 11ابريل لا تعني عودة الفريق أول عوض بن عوف ومجموعته ولكن تعني العودة لتاريخ التغيير كزمان وإعلان نهاية حكم البشير ومحاولة بناء بداية صحيحة من هناك من خلال مجلس عسكري – لا يشترط أن يكون كل أعضائه من المكون العسكري الحالي – يشكل المجلس العسكري حكومة تصريف أعمال مع مجموعة صغيرة ومحددة من المدنيين المختصين في مجالي الإدارة والإقتصاد تقود البلاد في أقصر فترة ممكنة للانتخابات العامة