رصد : الرآية نيوز
بكري المدني يكتب : الجبهة الثورية -ماذا تصنع غدا ؟!
لليوم الثالث ونحن فى إقليم النيل الأزرق في إنتظار ما تسفر عنه جلسات الحوار التداولي الأول للجبهة الثورية والذي عقد للنظر في أمرين لا ثالث لهما الأول إطلاق مبادرة لإنقاذ البلاد والثانى مراجعة آداء حكومة (الجبهة الثورية)ورفع درجته ولن ينجح الأول إلا بنجاح الثاني!
في أول ملتقى لقيادات الجبهة الثورية بعد عودة الحركات المسلحة للخرطوم من جوبا نظمته صحيفة الزميلة مشاعر (أول النهار)تحت العنوان (تحديات المرحلة)قلت ان هناك تحديان يكمل أحدهما الآخر -الأول ان تقدم (الحركات )قادة يستطيعون إدارة المرحلة والثانى ان يكون قادة الدولة من الحركات بحجم أقاليم الهاشم الذين يحكمون بإسمهم ورسمهم
في خطاب رئيس الجبهة الثورية في مؤتمر الدمازين(أمس ) قدم الدكتور الهادى إدريس اعترافا صريحا بأن أحوال الدولة ليست على ما يرام وان آداء الجبهة الثورية دون المستوى المطلوب وهذا اقرار مطلوب وإن كانت الأمور واضحة ولا تحتاج الى (برهان) !
طوال عمر السودان المعاصر من الاستقلال والى اليوم كان الناس يلقون باللوم في تردى الأوضاع على الأحزاب أو دولة المركز وقليل منهم من يحمل حكم العسكر المسؤولية واليوم -كلمة واحدة ليست هناك أحزاب حاكمة والهامش أصبح حاكم !
ان الجبهة الثورية اليوم تحالف حاكم بحركاتها وقياداتها وان الثورية تحكم الآن بقسمة السلطة ممثلة للهامش وهى ان لم تكن مسؤولة عن الماضي فهي مسؤولة عن الحاضر وإلا فلا مستقبل لها !
ان للجبهة الثورية خلافات معلومة للكافة وأخرى غير معلومة للكثيرين ولا نريد أن نعلنها لنزيد من الشقاق بين الرفاق لكن الحال المائل للثورية -وهي التحالف الحاكم فى الراهن -حال الثورية الراهن من أسباب تراجع الأوضاع فأنت لا تسير سريعا بجسد مشلول ولا يستقيم السير بأكثر من رأس و(السكات خير في هذه المرحلة)!
كلمة أخيرة ان لم تنجح الجبهة الثورية غدا في تدارك أوضاعها وتدارك أحوال البلاد فإن حكم التجربة الراهنة سيكون معلقا على رقبتها وستكون الكلمات الواضحة ان حركات (الكفاح المسلح)فشلت في إدارة البلاد وان الهامش لم ينجح في ان يكون مركزا وستعلو كلمات (حليل الأحزاب )بل (حليل دولة الجلابة)وبعدها لن تجد الحركات موضع قدم لا في المركز ولا في الهامش لا بالحرب ولا بالسلام وسيكون حكما جماهريا عاما لن يفرق بين(حركات تحرير السودان)ولا (العدل والمساواة )ولن يميز بين الدكتور الهادى إدريس او الدكتور جبريل ابراهيم -لا مناوي ولا مالك عقار !
غدا (السبت)ينهي رجال من الجبهة الثورية مؤتمرهم التداولي بالدمازين فبماذا تعود الثورية للخرطوم ؟! مهمة ليست سهلة -صعبة ومرهقة كما السفر الطويل من الخرطوم للدمازين – مهمة ثقيلة كما هى أوضاع البلاد -صعبة نعم ولكنها ليست مستحيلة أبدا!