الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب : سلطة قحت بين وعي الشعب وجهله
إذا وضعت حديث قحت عن الوعي الثوري المبهر، فوق العادي، الملهم للشعوب، الذي لا يخالطه جهل، ولا يغبِّش عليه ضعف أهلية، وهو الوعي الذي يعطيها تفويضاً شعبياً كاملاً وناصعاً (لا شق به ولا طق) للحكم .
إذا وضعت هذا الوعي في مقابل حديثها المتكرر عن عدم الوعي، وضعف التأهيل، والحاجة إلى التغيير الاجتماعي، والتثقيف طويل الأجل، كمطلوبات لازمة، ( وقد تكون غير كافية وحدها ) لوصول الشعب إلى مستوى الوعي الذي يؤهله لاختيار ممثليه، وبالتالي (لا يختزل الديمقراطية في صندوق انتخابات ) ..
إذا لم تنساق كالقطيع، وكنت في مستوى الوعي الذي لا يشوِّش عليه الضجيج، وانتبهت لهذه المقابلة بين الوعي والتأهيل الكامل الناجز المنتج المُعطِي للتفويض، واللاوعي وعدم التأهيل الذي يحتاج إلى سنوات من التثقيف والتأهيل ليكون ناحزاً ومنتجاً ومفوِّضاً، فسوف تعلم أن قحت تمارس الزنا السياسي وتستخدم الوعي كقوَّاد يغيب ويحضر ليسهِّل نزواتها .
ينتج عن ذلك ابن زنا سلطوي، لكنه يتمسك بشرعيته الكاملة ولا يقبل أن تكون محل تفاوض أو مساومة أو شراكة أو شرعية بديلة، ومع ذلك يعاني من مشكلة تسمية – تماماً كالإبن مجهول الأب الذي تطالب ناشطات قحت بتسميته باسم أمه – فإن سميتها سلطة الجهل رأت قحت في التسمية طعناً لا تقبله في شرعيتها التي نالتها بالوعي، كامل الوعي، ولا شئ غيره .
وإن سميتها سلطة الوعي، كانت قحت بين القبول والتوجس، وخشِيت من ( تداعيات ) التسمية وأثمانها، واحتمال اعتمادك عليها لتقول : ما دمنا قد بلغنا من الوعي المستوى الذي يُرى بلا آليات قياس وتدقيق من تلك التي تحتاجها بقية الشعوب، إذن لماذا لا نخرس الأقلية من المنكرين بإعمال آليات القياس التي سيحرسها هذا الوعي الكبير لتؤكد المؤكد، وتجعلهم يسلِّمون بصحة الزيجة وأن الوعي كان مأزونها لا قوَّدها ؟
إبراهيم عثمان