العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب : بمرور ٢٥ عاما

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب : بمرور ٢٥ عاما

الدفعة ( ٤٧ ) .. قوة .صمود. بسالة.

شكلت الدفعة (٤٧ ) رقما صعبا يستحيل تجاوزه في خارطة العسكرية السودانية

جميع الدفعة اتصفوا بالغرس الطيب والإعداد السليم لتحمل مسئولية الأمة التي ائتمنتها علي اعز مالديها

مابين عرق التدريب الشاق والاجساد المتعبة نشأت علاقة قويه تهدف الي الاعداد لتحمل المسئولية

معلمو الدفعة نقشوا في دواخلها اجمل قيم الجندية وحفروا في عقولها أساسيات القيادة الرشيدة والادارة الحكيمة

(٣٤ ) شهيدا قدمتهم الدفعة رووا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن دفاعا عن الدين والارض

العاشر من مارس العام ١٩٩٧ اجتمع منسوبي الدفعة ٤٧ في أرض كلية التربية جامعة الخرطوم العدد قارب الخمسمائة أجساد ناحلة وقسمات صارمة وسواعد فتية وسحنات تمثل السودان كله غربه وشرقه شماله وجنوبه ووسطه شكلوا السودان كله لذا تشكل حبه في قلوبهم وعاداته وتقاليده في مخيلتهم رسموا خارطة الوطن بالأحمر القاني وحملوها في سويداء الفؤاد رفعة وعلوا، ومابين عرق التدريب الشاق والاجساد المتعبة نشأت علاقة قويه تهدف الي الاعداد لتحمل المسئولية التي برع المعلمون في تقديمها في قالب بسيط احتي اضحت دونها المهج والارواح

مصنع الرجال

الكلية الحربية السودانية عالم الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود لها عاداتها وتقاليدها ورسمها ووسمها لاتقبل التزحزح عنه قيد انملة يحلو لمنتسبيها تسميتها بقلعة النضال ومصنع الرجال وعرين الابطال هي مهد البواسل وارض المغاوير في حجرها الاباء وفي ثديها الشموخ والسؤدد منذ ان تطأها قدماك ينفث في روعك انك القائد العام وعلي ذلك ينبغي أن تعد سيرتك وسريرتك يرهبك الطالب الأقدم بعنفوانه وثقته بنفسه ويعجبك سمته وصمته يحدثك حديث الخبير فتنصت خاشعا ينصح فتستمع ماتعا تسبقك احلامك ان تحل محله لتقوم ماقام به تجاه الطالب الاحدث
المعلمون من صف الضباط تاريخ ناصع وخلق طيب وانضباط ملحوظ فيهم همة تقود الي القمة واعتداد بالنفس لا تخطئه العين المجردة حفظوا لوحهم واجادوا صنيعهم لهم منا أنبل التحايا وخالص الامنيات بماقدموه لنا وجزاهم الله كما جزي العاملين المخلصين هم كثر لايتسع المقام لذكرهم منهم من مضي الي رحاب الله ومنهم من ظل مرابطا في مهنته البس الله عليه لباس العافية والتقوي
اما المعلمون من الضباط فلقد تعددت دفعهم واختلفت رتبهم وتنوعت اساليبهم وطرق التعليم الجيد ولكنهم جميعا اتفقوا في الغرس الطيب والإعداد السليم لتحمل مسئولية الأمة التي ائتتمنتنا علي اعز مالديها
نقشوا في دواخلنا اجمل قيم الجندية وحفروا في عقولنا أساسيات القيادة الرشيدة والادارة الحكيمة كيف ان القائد لايثار ولا يثتثار وكيف ان قيادة الرجال هي جوهر ألقيادة وكيف تستطيع أن تكون القاضي والماذون والإمام في فصيلتك كيف تحل المشاكل القبلية وكيف تنزع فتيل الأزمات الاجتماعية فليس التكتيك والسلاح والمارثون وحدها ، تجاربهم الثرة التي اكتسبوها من خلال تجوالهم في السودان اجمعه وتفاصيل خبراتهم في المعارك التي كان قدرهم ان ينازالوها هم حقا النخبة من ضباط الجيش السوداني سائلين الله عزوجل أن يتقبل منه ويتجاوز عمن لاقاه وان يحفظ ويبارك فيمن بقي منهم .

رقم صعب

تشكلت الدفعة ٤٧ كرقم صعب يستحيل أن لم يصعب تجاوزه في خارطة العسكرية السودانية
مضي السنوات وتفرق القوم في السودان ارتقي منهم شهداء رووا بدماهم الطاهرة أرض الوطن فهي قد تشكلت من
500 فتي اويزيد
جاووا من كل الاصقاع
من كل حدب وصوب عبروا الفيافي والوهاد الحقول والسهول
جاووا من كل فج عميق
زرافات ووحدانا
جاووا زغب الحواصل غض ايهابهم
طري عودهم قوية شكيمتهم كبير اصرارهم
تلحظ في العيون ذكاء متقد ونجابة لا تخطئها العين المجردة
انصهر الجميع في بوتقة القوات المسلحة تسلل الضبط والربط وحل مكان العشوائيةوالغوقاية
تبدل العود الطري باخر اكثر صلابة واقوي عودا
تتابعت الايام والقوم هم القوم يجمعهم حب الوطن وحب الجندية
حملوا اكفهم والقوا بها في مهاوي الردي
لاجل تلك الغاية سكب القوم العرق في ميدان النهر وبذلوا الجهد في المنطقة الغربية ودوزنوا في ميدان عبدالله شرف الدين اجمل تشكيلات العسكرية وفنونها
وفي قاعات الدرس كانت العلوم العسكرية تجدا ملاذا امنا في عقول القوم
لقد كانوا مزيجا رائعا من الشمال جاء فرح بلكنته المميزة ومن ارض النخيل فروكس بقفشاته الرائعة ومن شندي اسامة عبدالكريم بقامته الفارعة وصلاح الامين بذكائه المتقد من غربنا جاء دنقول بقوامه الفارع وابراهيم راشد يدفعه طموح كببر ومحمد الحبيب كمبو بطل تحرير هجليج ومن الشرق اوشيك بوقاره العجيب ومحمدين بحضوره المهيب ومن الوسط صبري والدقيل ومن الجزيرة اطل مامون صاحب الكرم الفياض والوجه البشوش ومن جبال النوبة ماركوني بصوته العذب ومن الدمازين قشيش ومن كوستي مدثر الجعلي الوقور
ومن الجنوب شارلس بصوته الجهور وجيمس فوك الابنوسي
ومن ارض الرباط هاني وخليل والليلي
ومن النيجر محمد طاهر ومن تشاد الطاهر اولوي
زاد هذا المزيج من علائق الخوة واواوصر المودة
زادها شقاوة الشيلاوي وقفشات بابكر علي سعيد والعبيد محمد صديق وصوت عبدالله الرخيم
ومابين مارس ٩٧ ومارس ٢٠٢٢قصة كفاح طويل في دروب الفداء وميادين الوغي ونكرات الذات.. يترجل عقد نضيد مواصلا رسالته في دروب الحياة المدنية جسدا يكدح من أجل الوطن تاركا روحه نهبا لذكريات الميري وزمالة السلاح فلا احد تمرغ في الميري يستطيع الخلاص منه والفكاك من براثنه ان له لسطوة وصولة .

٣٤ شهيدا

وتمضي الأيام ويزداد عدد الذين قضوا نحبهم متدثرين بالكاكي نحسبهم شهداء في حواصل طير خضر تركوا في القلب لوعة وحسرة علي شباب كالازاهير اعدوا الكريهة وسداد ثغر وكانوا عند حسن الظن
تركوا اطفالا زغب الحواصل ونساءا في مقتبل العمر وامهات هدتهم اللوعة وسيطر عليهن الحزن
قدمت الدفعة ومااستبقت شئ من عزيز النفس و الولد
34 شهيدا رووابدمائهم الطاهرة ارض الوطن دفاعا عن الدين والارض
تقبل الله الشهداء
وشفا الجرحي
وثبت من بقي علي العهد

الدفعة ( ٤٧ )العسكرية السودانيةالعقيد الركن ابراهيم الحوريبمرور ٢٥ عاما
تعليقات (0)
أضف تعليق