الخرطوم : الرآية نيوز
حملة الشكر الأكبر في تاريخ السودان، والتي يُفترَض أن تعني أننا إزاء الإنجازات الأكبر، عندما تتجاور مع الاستخدام الأكبر للشماعات، بما يعني أننا أمام الفشل الأكبر، عندما يتجاور هذا مع ذاك ففي ذلك إثبات لا يقبل التشكيك على إن حكومتنا هي الأكثر تضليلاً وتجهيلاً للشعب في تاريخ السودان . فالمفروض أن المشغولين بالشكر على الإنجازات الكبرى لا يحتاجون إلى الشماعات، وأن المقتنعين بالشماعات كمبرر للفشل لن يجدوا ما يشكرون حمدوك عليه، أما الذين يجمعون بين الإثنين فقد كان الناس لطفاء معهم حين وصفوهم بالقطيع.
التنقل بين الشماعات بهذا الشكل الكبير، من شماعة العميقة التي تعطل كل شئ، إلى شماعة الجيش الذي يستحوز على كل شئ، هذا التنقل يكشف عن كذب ودجل لا تكفي دموع التماسيح الاسفيرية للتغطية عليه. اللهم إلا إن كان قصدهم أن الجيش هو العميقة وأنهم يحكمون برعايتها وتحت حمايتها آملين في أن تستمر في حراستهم حتى يتكفل الكونغرس الأمريكي بمعالجة أمرها، بتشريعه الأخير، وتساعده في ذلك بعثة الوصاية الأممية !!
تزعم حكومة الشلة بأن العميقة المبلولة هي سبب فقرها وعوزها وشقاها، وتقول أيضاً إنها البقرة الحلوب التي تمول الحكومة بالمليارات، وتبشر وزارة المالية بتدفقات مالية سهلة لا تنقطع تحل مشكلة الرواتب وتفيض، كل ما في الأمر اجتماعات للساسة في لجنة التمكين اليسارية برئاسة ممثل الجيش تحدد حجم الأموال المطلوبة أسبوعياً، وتنتقي من الممتلكات ما يحقق الربط المطلوب.
بين خياري العميقة كشماعة للفشل، والعميقة كممول رئيسي للحكومة، يختار جمهور قحت الإثنين، ضارباً بالمنطق عرض الحائط، فيبكي تارةً من فعائل العميقة التي أفشلت حكومته، ويحتفل تارةً بالعميقة التي تمولها عبر أسهل صيغ التمويل !!
بدأت قوى الحرية والتغيير عهدها برفع عصا موسى عاليةً تراها كل الأعين، ثم ابتدعوا حملة الشكر الكبرى لكي يثبتوا بأن العصا عاملة وتصنع المعجزات التي تلمسها كل الأنفس، وما هي إلا أشهر قليلة حتى أنقسموا بين منكرٍ لامتلاكهم للعصا من الأصل، وبين زاعمٍ بأن الدولة العميقة قد صادرتها مسبقاً، بالترِكة الثقيلة المزعومة فلم تعمل أصلاً، وزاعمٍ بأنها قد كسرتها، بالتعويق، في أثناء عملها المعجز !
لو أن للدولة العميقة من القدرات الخارقة ما يمكنها – وهي المداسة المبلولة الصارخة – من لي ذراع حكومة قحت، وإفشالها تماماً وتخريب كل خططها دون أن تتم عمليات ضبط كبيرة للمخربين تتناسب مع حجم الفشل الكبير ، لو أن لها هذه القدرات الخارقة وهي المجردة من أدوات السلطة لما أستطاع أعداؤها بالخارج اسقاطها، وهي المتمكنة، باستخدام بعض أبنائها وبالتعاون مع القحاتة الفشلة.
لو أن ١٪ فقط من مرات استخدام القحاتة لشماعة الدولة العميقة لتبرير الفشل كانت صحيحة لكان ٩٩٪ من عمل المحاكم الآن مخصصاً لمحاكمة المخربين الذين عوقوا عمل الحكومة. فالفشل والتقصير كبيران ويشملان كل المجالات ويغطيان مساحة السودان كلها .
النظام الذي يستسهل اعتقال المعارضين إلى درجة اعتقال من يذهبون لضمان معتقلين آخرين وتلفيق التهم لهم ما كان له أن يترك معارضين/مخربين أشد خطورة تسببوا له في هذا الفشل الكبير لولا أنه من كثرة الكذب بخصوص الشماعة لم يستطع أن يغطي كل كذبة بقضية ملفقة تصمد أمام القضاء، حتى لو كان في جور قضاء “الدوس ” في لجنة العطا ومناع ومنقة ووجدي.