الخرطوم : الرآية نيوز
العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب :
اليس في القوم عثمان
تظل الذاكرة السودانية حبلى بذكريات المروءة والنجدة والكرم الحاتمي وتظل المخيلة الشعبية تحتفي دوما بذكرى عوج الدرب والنعيم ودحمد.
شهر رمضان في السودان يكشف عن عاداته الأصيلة وتقاليده الراسخة التي تجسد قيم المحبة والتعاون والتواصل الاجتماعي، وتنم عن التجانس بين أفراده.
من العادات الرمضانية في القرى المطلة على طرق السفر بين المدن والولايات، ربط العمة من الأطراف وشدها وسط الشارع العريض، حيث يمسك اثنان طرفا العمة لوقف العربات للإفطار لأن بعض السائقين لا يستجيبون للدعوة للإفطار في الشوارع وعندما يرون العمة المشدودة أمامهم من الأهالي في نصف الشارع ينزلون احترامًا لهذه العادات والتقاليد في الدعوة لإفطار الصائم، فالكرم عادة يشتهر بها الشعب السوداني الملتزم بتعاليم دينه التي توصي بإكرام الضيف حديث النبي صل اللـه عليه وسلم «من كان يؤمن باللـه واليوم الآخر فليكرم ضيفه .وكتب السيرة تحدثنا عن قوافل عثمان بن عفان…وفيها الأرز والزيت والدقيق…وعثمان يصرف التجار عنها وهو يقول لهم:
إن اللـه قد أعطاني بالدرهم عشرة!! فيفرقها في سبيل اللـه علي أهل الصفة وما أكثر أهل الصفة في مجتمعنا اليوم وهم يعانون العوز والفقر المدقع والايتام مازالوا يحلمون بمن يكفلهم والمتعففون الذين يغلقون أبوابهم على صوت بطونهم الخاوية مازال يداعبهم الأمل أن يكون في القوم شبيه عثمان . والقرى التي تعاني العطش والظمأ تلهج ألسنتهم بالدعاء أن يخرج إليهم من يحفر لهم الآبار ويحل مشكلة العطش .
قد قاربكم شهر الانفاق ومضاعفة الأجور سبعين مرة فدونكم المحتاجين والأرامل وأبناء الغائبين أصلوهم بعزة وأكرموهم في بيوتهم .
تفقدوا جيرانكم وصلوا أرحامكم وارحموا فقراءكم.
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد:11].
فإن لم يكن البذل الآن والبلاد تمر بأشد سنين الفاقة والفقر فمتى يكون؟!.
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام.