الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
فغض الطرف إنك من قُحَيتٍ
ظلت عادة القحاتة أنهم يغضبون غضباً شديداً من أي تصريحات قوية تعكس موقفاً حقيقياً ضد التدخلات الغربية الماسة بسيادة البلد، في الحقيقة يغضبون أكثر من الغربيين المتدخلين أنفسهم، ولا يقبلون حديثاً عن السيادة إلا إذا جاء ممن كان متهوماً بالعمالة وبيع السيادة، وكان حديثه إما دفاعاً عن التدخلات، أو طلباً للمزيد منها، أو دفاعاً عن موقفه المدان أو المشبوه .. طالما استمرت قناعة القحاتة بأن الغربيين إنما يتدخلون من أجل مصلحة قحت، فإنهم سيستمرون في الدفاع عن التدخلات الغربية في الشأن السوداني لأنها جزء أساسي من مشروعهم ..
يغضب القحاتة من أي حديث إيجابي حقيقي عن الإسلام ودوره، وسيكون المتحدث محل اشتباه عندهم حتى تثبت براءته من الدعوة إلى تحكيم الشريعة، أو احترام من يدعون إلى تطبيقها، أو المطالبة بحسم الأمر بين مؤيديها وأعدائها بالانتخابات .. ولا يرحب القحاتة بأي حديث عن الإسلام إلا إذا كان ممن يضمن أن حديثه لا يتجاوز التطمين العام في سياق نفي التهم، أو عن المسوغات لرفض الشريعة، أو دفاعاً عن الأديان الأخرى غير الإسلام … القحاتي لديه موقف ضد الإسلام ( بألف لام التعريف ) ولن يقبل أي حديث عنه إلا من متهوم بوقوفه ضد الإسلام، وإلا إذا نهضت التهمة على أرجل حقيقية تطمئن القحاتي بأنه برئ من الدفاع الحقيقي عن الإسلام وشريعته ..
حتى لا ننسى ..
تذكــــــروا أن قادة قحت لم يستطيعوا خلال حكمهم أن يدعوا – مجرد ادعاء – بأنهم قد اتخذوا أي قرار كان الهدف منه رفع/تخفيف المعاناة المعيشية أو تحسين الخدمات، ثم زعموا بأنه قد حقق ولو نسبة ضئيلة من هدفه، أو زعموا بأنه لم يتسبب في زيادة المعاناة، ولم يدهور الخدمات .. هذا لم يحدث أبداً، ومن يملك دليلاً مناقضاً فليأتِ به .. كل الذي فعلوه هو أنهم حيثما وجدوا سياسةً كانت تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطنين قرروا إلغاءها واتباع سياسة معاكسة : الدعم، الجمارك، الضرائب، الرسوم … إلخ
القحاتة مشروع باطل مطلق شديد النقاء ولا يقبل أي ( تلويث ) من أي نوع ..
إبراهيم عثمان