الخرطوم : الرآية نيوز
العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب :
مصنع الرجال
شهدت الكلية الحربية تخريج كوكبة نيرة من الدفعات الدفعة (٦٥) كلية حربية والدفعة( ٢١) بحرية والدفعة (٦) طب والدفعة(٢٢) هندسة والدفعة (٢٣) حاسوب والدفعة (٨) تمريض وأشعة ومختبرات والدفعة (٧) أسنان والدفعة (٧) صيدلة في يوم مشهود تداعى له أهل السودان جميعاً ليشاركوا الكلية الحربية السودانية مصنع الرجال وعرين الأبطال عيدها وفرحتها وهي تزف الى السودان ثلة من الأبناء البررة ليكونوا رهن الإشارة باذلين الأرواح والمهج فداءً لوطن عقه بنوه وتكالب عليه ساسته وتآمر عليه بعض المارقين لتربت يد الجيش الحانية عليه فتهدئ من روعه وتكسر سهام الخونة وتفسد تآمر المارقين. كان التخريج مهيباً
إن هذه الهيبة المهابة ، والعنفوان الصلد الذي يميز هؤلاء الرجال كانت محصلة غرس على مجامر الشمس ولظى الأرض ، ومشاق التدريب وبذل العرق لأشهر وأشهر بجهد تعهده الرجال الأخفياء في الكلية الحربية . من أطقم الضباط وضباط الصف والجنود والمعلمين ،ممن سبق لهم العطاء خدمة بالقوات المسلحة على امتداد توزعها . لينثر الجيش كنانة الرجال المعلمين فيتخير منها النائب تدريب أمهرهم واعتقهم ممن صهرته التجارب والخبرات فيرمي بهم الجيش على هؤلاء الثغور . يقسون عليهم ليزدجروا ومن يزجر يقسو حيناً على من يرحم . وهكذا تتم رعاية هؤلاء الشباب بمناهج التدريب الحديث والمطور وجرعات الاختبارات العظيمة فلا يتخرج الطالب إلا وقد استوفى كامل التأهيل والجاهزية ليخدم تحت رايات هذا الجيش العظيم ضابطاً مكلفاً محل ثقة حيثما وجه سبقه الخير وإليه حضر.
اليوم تضيف القوات المسلحة لهذا البلد نهراً من الرجال . وتزرع على الضفاف غابات من الأبنوس النابض بالعزة المشرئب للعلا ، تلامس هاماتهم السماء فخراً وكبرياء . تخيرتهم قواتكم المسلحة من كل الجهات والسحنات . جاءوا من كل الفجاج على قدر موعد مع التاريخ وسير البطولات . تحدروا نحو مصنع الرجال وعرين الأبطال . أم الشهداء وسيدة الكلالي . فاستقبلتهم نضحت عنهم بالشدة أيام الدعة والفتور وجمرتهم بالشدائد صقلتهم بشمس كنار المجامر فأخرجتهم كالذهب كلما شددت عليه زاد في مدارج النفائس . دعمتهم بالعلم والعلوم . وأهلتهم لأعظم مهام الرجال . وما أروع تأديب قيادة الرجال للرجال . في جيش ظل في صدارة المواقع . إن كانت الحرب وفى، وإن كان السلام وفى . وإن كانت المسالمة مد اليد مصافحاً وإن حميَّ الوطيس كان أقربهم للعدو وأسرعهم للفزع وبذل الأمان في الروعات.
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام