الخرطوم : الرآية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
عن حكمة البصيرة أم حمد
أي دراسة جدوى علمية غير قصيرة النظر، ومبرأة من حمولات الغيرة، وسكاكين ما بعد “وقوع التور”، وركوب الموجات، و”القَشرات” النضالية، ستثبت لكل الأحزاب التي شاركت المؤتمر الوطني في السلطة في مراحل مختلفة أنها ستكون أكثر صدقاً وأكثر ربحاً إذا افتخرت بأدوارها الحقيقية الكبيرة في إنجازات الإنقاذ ، وثوابت الإنقاذ، وتصدي الانقاذ للتدخلات الخارجية .. إلخ، لا إذا تبرأت/تنازلت عن إنجازاتها من أجل أن تتسق مقولة إنها كانت تعطِّل وتحفر من الداخل، وأن تلك الإنجازات هي ما نجا من حفرها وتعطيلها !!
لا يُستغرَب أي شئ من أحزاب السفارات، لكن لا أدري من أي كتاب حكمة يقرأ أؤلئك الذين لا ينتمون إلى هذه الأحزاب ويقولون معها ما ترجمته الحرفية : إن أول وأهم خطوة لبناء السودان هي الإقصاء التام للأحزاب التي تحتوي سيرتها أثناء شراكتها في السلطة على قائمة طويلة من أعمال البناء الضخمة في قطاعات النفط والتعليم والطرق والسدود والموانئ والمطارات والكهرباء والمياه والتصنيع المدني والحربي .. إلخ وإخلاء الوزارات من الموظفين الذين كانت لهم أدوار مفتاحية في هذه الإنجازات ليقوم بالبناء – منفردين – أصحاب السيرة “النضالية” الكبيرة، في زيادة تكلفتها، وتعطيل أو تأخير إكمال بعضها، وزيادة تكلفة تامين بعضها … إلخ بالتعاون مع الخواجات (العقوبات)، ومع الحركات (الحروب)، ومع كل شيطان إنس يلتمسون فيه القدرة على التعطيل ..
بنى الإنقاذيون الشارع وزينوه بالانترلوك وأعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية، وبنوا الكبري، وصنعوا السيارة، ودعموا الدولار الجمركي لمن أراد استيرادها من الخارج، واستخرجوا البترول وصفوه، وباعوه لصاحب السيارة بتراب القروش، وأتى القحيط وخربوا الشارع، وسخروا من “بدعة” الدولار الجمركي وألغوه، ورفعوا سعر الوقود إلى السماء حتى لا يفكر صاحب السيارة في التحرك إلا بعد إجراء دراسة جدوى لمشواره، ثم طلبوا من الناس أن يسبوا الإنقاذ وأن يشكروا القحيط !! قصة تتكرر بتفاصيل متنوعة في كل المجالات ..
إبراهيم عثمان