الخرطوم : الرآية نيوز
علاء الدين محمد ابكر يكتب : بحرق القرآن الكريم السويد تستفز مشاعر المسلمين حول العالم
كانت السويد من الدول الاوربية المعتدلة في علاقتها مع العالم الاسلامي لم نشهد لها ماضي استعماري مثل بقية الدول الاوربية وظلت تستقبل العديد من المسلمين بكل رحابة صدر ولم يشكلوا فيها تهديد ارهابي ليس علي مستوي السويد فحسب وانما علي مستوي الدول الاسكندنافية التي تضم السويد والنرويج والدنمارك
ان أقدم زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان على إحراق مصحف شريف في منطقة يقطنها مسلمون في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة. يعتبر اهانة لملايين المسلمين حول العالم فكان علي شرطة السويد منع ارتكاب تلك الحماقة من سياسي ارعن لايعرف الفرق بين الحماقةوالدبلوماسية
ان القران الكريم يعتبر كتاب مقدس لكافة المسلمين هو مرجعهم حيث يقول الله تعالي ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )
ولا يعتبر القران رمز للفرق المتطرفة التي تحارب في الاصل الدين الاسلامي وظل المجتمع المسلم يعاني منها منذ ايام الصحابة رضوان الله عليهم فمن لايعرف الخوارج وهو اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانوا يسمون أنفسهم بـ”اهل الأيمان”، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج بالسيف علي عثمان بن عفان وقتله وخروجهم بالسيف على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم وقتل علي بن أبي طالب علي يد عبد الرحمن بن ملجم ثأراً لقتلي جيش الخوارج في حروراء وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا سيدنا عثمان وسيدنا علي و سيدنا طلحة و سيدنا الزبير والسيدة. عائشة، ويقولون ويحرضون بالخروج بالسيف على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب بالسيف ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكَمين (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري) وقالوا لا حكم إلا لله. ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين الخوارج مثلهم كمثل سائر الفرق الإسلامية لم يمنعهم الاتفاق في الأصول من الاختلاف في الفروع والمسائل،
بالتالي ظهرت هناك العديد من الفرق والمذاهب الدينية ليس علي مستوي الاسلام فحسب وانما حتي داخل المسيحية فمن ينكر الصراع الدائر مابين الكنسية الكاثوليكية مع الكنيسة الارثوذكسية وغيرها من الفرق المسيحية وهي تختلف حتي في طبيعة السيد المسيح ويكفي الاستشهاد بحرب الـ30 عاما، التي دارت رحاها بين الكاثوليك البروتستانت في الفترة من 1618 إلى 1648 في كافة أرجاء أوروبا، قضى 12 مليون أوروبي نحبهم فيها فقد ولد الصراع من التفكك السياسي للإمبراطورية الرومانية المقدسة التي تعود إلى قرون، وبالنسبة للكثير من المؤرخين كان الصراع في البداية عبارة عن طائفية صغيرة تحولت في النهاية إلى حمام دم دولي شاركت فيه ما يقارب 20 دولة أوروبية، وضعت الحرب أوزارها في النهاية بأن بسط البروتستانت سيطرتهم كاتبين بذلك صفحة جديدة من تاريخ أوروبا التي ستمضي نحو سياسات أكثر تحررية، ليس فقط على المستوى الديني، بل والسياسي أيضا، الأمر الذي شكّل وجه أوروبا الحديث اذا العنف ليس في الاسلام وحده
، انا اعتبر زعيم حزب “الخط المتشدد” السويدي حامل الجنسية الدنماركية راسموس بالودان الذي اقدم على إحراق المصحف الكريم مجرد رجل جاهل لايعرف شي عن التاريخ الانساني الذي يحوي العديد من الاديان التي تحمل في داخلها كل معاني الانسانية فقط تحتاج الي ان تدرس بشكل جيد وهذا السياسي السويدي كان ينبغي عليه معرفة الاسلام الحقيقي وذلك بزيارة العالم الاسلامي ومعرفة الاسلام عن قرب ،
لقد كانت لنا في السودان تجربة قاسية مع تجار الدين حيث انتفض شعبنا ضد تلك الفئة التي كانت تمارس كافة انواع انتهاك حقوق الانسان ونشر الرعب والكراهية وسط المواطنيين بحجة نشر الاسلام الموجود اصلا قبل خمسمائة قرن حيث عرف السودان الاسلام الصوفي المعتدل الذي يتقبل الجميع وخلال ثلاثين عاما من حكم تلك الجماعة الاسلامية للسودان ساد الظلم والقتل والتجويع حتي انتفض الشعب في ثورة ديمسبر ليس ضد الدين كما يدعي تجار الدين وانما كانت الثورة ضد الفكر المتطرف والسعي لاقامة دولة ديمقراطية تسع الجميع ،
علي مملكة السويد الاسراع في تقديم اعتذار رسمي لكافة المسلمين حول العالم حتي لا تجد نفسها في عزلة تامة من ربع سكان الكرة الارضية مما يفتح عليها ابواب التطرف الديني ، والقران محفوظ ولن يوثر فيه احراق نسخ منه فالله سبحانة وتعالي يقول إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
وربما تسبب ذلك الحادث في انضمام العديد من السوديين الي الاسلام بمثل ماحدث في العديد من التي كانت تعادي الاسلام ظن منها انه امتداد لفكرة الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش التي ادخلت الاسلام في احراج عقب العمليات الارهابية التي وقعت في عدد من مناطق العالم ولكن في الجوهر لا تمثل الاسلام الذي يدعوا الي الحكمة في الدعوة
حيث يقول الله تعالي
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖوجادلهم بالتي هي أحسن )
اتمني من دول الغرب اعادة دراسة القران الكريم بمنظور بعيد عن التطرف
يقول الله تعالي
﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [ التوبة:
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر* 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺